رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أعين العالم على «فيينا».. مصير برميل النفط يتحدد اليوم وسط توقعات بالزيادة

نشر
العالم يترقب مصير
العالم يترقب مصير البرميل

ستقرر الدول المنتجة للنفط وحلفاؤها المعروفة باسم «أوبك +» اليوم الخميس ما إذا كانوا سيضخون المزيد من النفط في السوق أو كبح الإمدادات وسط تقلبات كبيرة في أسعار الخام، وإفراج أمريكي عن احتياطيات النفط ومخاوف بشأن المتحور الجديد لفيروس كورونا أوميكرون، في وقت يتوقع فيه خبراء، أن تبقي «أوبك +» على سياساتها التخفيضية في الإنتاج، وبالتالي بقاء الأسعار مرتفعة في سوق النفط، وارتفاع وتيرة التضخم عالمياً باعتبار النفط المغذي الرئيسي لمختلف القطاعات.

وتراجعت أسعار النفط إلى ما يقرب من 70 دولارًا للبرميل يوم الثلاثاء الماضي، منخفضة من أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات فوق 86 دولارًا في أكتوبر، وسجلت الأسعار أكبر انخفاض شهري لها في نوفمبر منذ بداية الوباء، حيث أثار المتحور الجديد مخاوف من حدوث تخمة.

72 دولار سعراً لبرميل النفط هبوطاً من 86 في أكتوبر

وجرى تداول خام برنت المعياري حول 72 دولاراً يوم أمس الأربعاء، ودخلت أوبك وحلفاؤها على خلاف مع الولايات المتحدة التي طلبت من المنظمة زيادة الإنتاج لمساعدة الاقتصاد العالمي، بينما يرى المنتجون إنهم لا يريدون إعاقة تعافي صناعة الطاقة الهشة مع تخمة جديدة.

72 دولار سعراً لبرميل النفط هبوطاً من 86 في أكتوبر

وقال خبير الطاقة، د. جمال القليوبي، لـ«مستقبل وطن نيوز»، إن إجتماع «أوبك +» في فيينا، لن يخرج بما تنتظره الولايات المتحدة الأمريكية بزيادة إنتاج النفط، وستواصل الدول المنتجة للنفط وعلى رأسها السعودية وروسيا، سياسة تخفيض المعروض، وبالتالي ارتفاع أسعار النفط.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال محللو «جي بي مورجان» في مذكرة اطلع عليها «مستقبل وطن نيوز»، إن النفط قد يصل إلى 150 دولارًا للبرميل بحلول عام 2023، وقالوا إن سيطرة «أوبك +» على الأسعار من المرجح أن تكون عاملاً رئيسيا في رفع الأسعار في السنوات المقبلة.

ما يحدث اليوم بين «أوبك +» والولايات المتحدة يعود لـ2014

أضاف جمال القليوبي، أن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل منذ سنوات مع الدول المنتجة «الأوبك» باعتبارها «كيان قديم» وتعمل على تحجيمه، ومنذ أن انهارت أسعار النفط عام 2014، عبرت هذه الدول عن رغبتها في تنويع اقتصاداتها، وهو ما حدث فعلاً كما في الحالة السعودية.

ما يحدث اليوم بين «أوبك +» والولايات المتحدة يعود لـ2014

وأوضح جمال القليوبي، أن روسيا بدأت تنسق مع المملكة العربية السعودية في الإنتاج والمعروض النفطي منذ 2018، بعدما كانت تنظر الأولى للأخيرة نظرة ارتياب وعدم ثقة، إلا أن هذا التنسيق أفضى إلى أن أصبحت «أوبك +» أقوى عام 2019 في مواجهة مساعي التحجيم الأمريكي، لولا الجائحة التي جاءت بعد ذلك وفرضت حالة من عدم اليقين بشأن السوق، قبل أن تستعيد «أوبك +» زمام الأمور مرة أخرى.

وانهارت أسعار النفط في ربيع عام 2020 حيث بدأت جائحة فيروس كورونا في زعزعة الاقتصاد العالمي، لكنها ارتفعت بشكل حاد في عام 2021 مع تعافي الطلب، وأبقت أوبك على خفض المعروض.

روسيا والسعودية يُصران على خفض الإمدادات 7 ملايين برميل

وأشار جمال القليوبي، إلى أن البلدين الأكبر في «أوبك +»، السعودية وروسيا وآخرين، أصروا على خفض الإمدادات 7 ملايين برميل عالمياً، ومع ارتفاع الطلب الصيني والهندي، زادت أسعار النفط عالمياً، قبل أن تلجأ الصين والهند مرة أخرى إلى الفحم في مواجهة هذه الأسعار المرتفعة.

روسيا والسعودية يُصران على خفض الإمدادات 7 ملايين برميل

وأوضح خبير الطاقة، أن المتحور الجديد من فيروس كورونا المعروف باسم «أوميكرون» بما أحدثه من ذعر وانخفاض في أسعار النفط، لن يغير من سياسة تخفيض الإنتاج، وستواصل «الأوبك +» تحديها للولايات المتحدة التي اضطرت مؤخراً للإفراج عن جزء من مخزونها النفطي الاستراتيجي لتهدئة الأسواق. 

وأعلنت الولايات المتحدة، جنبًا إلى جنب مع العديد من الدول الأخرى، عن خطط في نوفمبر للإفراج عن 50 مليون برميل من احتياطياتها في السوق في محاولة لتهدئة أسعار الطاقة.

أي إغلاق مرتقب يهبط بالإنتاج 3 ملايين برميل

وقال نائب وزير الطاقة الأمريكي ديفيد تورك إن إدارة الرئيس جو بايدن يمكن أن تعدل توقيت إطلاقها المخطط لمخزونات النفط الخام الاستراتيجية إذا انخفضت أسعار الطاقة العالمية بشكل كبير. 

أي إغلاق مرتقب يهبط بالإنتاج 3 ملايين برميل

وفي مذكرة اطلع عليها «مستقبل وطن نيوز»، قال بنك جولدمان ساكس إن انخفاض أسعار النفط كان مفرطاً، مع تسعير السوق الآن بنحو 7  ملايين برميل يوميا مما أثر على الطلب، وأن موجة أخرى من الإغلاق قد تؤدي إلى خسارة الطلب على 3  ملايين برميل يومياً في الربع الأول، ووصف المحللون في بنك جولدمان ساكس الانخفاض في أسعار النفط بأنه «مفرط».

وقال المحلل في «بي.في.إم» ستيفن برينوك: «هناك الكثير مما يوحي بأن أوبك + لن تزيد مبدئيًا إنتاجها النفطي أكثر من ذلك في محاولة للحفاظ على الأسعار الحالية عند حوالي 70 دولارًا للبرميل».

مصير سعر البرميل يتحدد اليوم في فيينا

وقالت ثلاثة مصادر في «أوبك +» لـ«رويترز» إن اجتماع وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» انتهى يوم أمس الأربعاء دون أي توصيات بشأن سياسة الإنتاج، ومن المرجح أن يتخذ تحالف «أوبك +»، الذي يضم روسيا ومنتجين آخرين، قرارًا اليوم في فيينا بشأن مصير الأسعار اليوم الخميس.

مصير سعر البرميل يتحدد اليوم في فيينا

ومنذ أغسطس، كانت «أوبك +» تضيف 400 ألف برميل إضافية يوميًا من الإنتاج إلى الإمدادات العالمية، حيث تتراجع تدريجياً عن التخفيضات القياسية المتفق عليها في عام 2020، عندما تضاءل الطلب بسبب الوباء.

ومنعت العديد من الدول المسافرين من جنوب إفريقيا وفرضت بعض الدول الأوروبية قيودًا جديدة في مواجهة انتشار فيروس كورونا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عاجل