رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

السهو في الصلاة.. كيفية معالجته والأذكار التي تقال في سجدتيه

نشر
السهو في الصلاة
السهو في الصلاة

السهو في الصلاة من الأمور التي يبحث عنها الكثيرون؛ لأن الإنسان من طبيعته النسيان؛ وهو ما يحدث للجميع، كما حدث مع سيد البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ ما يجعل موضوع السهو في الصلاة من الأمور المهمة.

وهناك ثلاث حالات لـ السهو في الصلاة، هي الزيادة، والنقصان، والشك، ما يوجب على المسلم أن يتعلم كيفية معالجة السهو في الصلاة بالطريقة التي علمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم.

ونستعرض فيما يلي تعريف السهو في الصلاة، وسجود السهو في الصلاة من السنة النبوية، وعند المالكية. 

السهو في الصلاة

وفق مركزالأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، "السهو هو نسيان الشيء أو الغفلة عنه، والسهو فى الصلاة: أن يقع من المصلى خلل على سبيل السهو أو النسيان، وقد شُرِعَ سجود السهو لجبر الخلل الذى وقع فى الصلاة، أما مجرد السهو أو السرحان مع عدم نسيان شيء من سنن أو أركان الصلاة لا يبطل الصلاة ولا شيء على المسلم فيه؛ لكنه لاشك ينقص من ثواب الصلاة ومن أجرها، وعلى المصلى أن يستحضر عظمه الله تعالى، ويعلم أنه واقف بين يديه عز وجل، وأن يفكر فى الصلاة وما يقرأه من قرآن أو فيما يسمعه من الإمام".

السهو في الصلاة هل يبطلها؟

لا يبطل السهو الصلاة، ولكن لابد من معالجته بطريقه صحيحة كما حددها مركزالأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، الذي ذكر أن المسلم إذا "نسى ركنًا من أركان الصلاة، وانتقل إلى غيره فيرجع إليه ما لم يصل إلى مثله، فإن وصل إلى مثله اعتبر ما بعد الركن الذى نسيه باطلا، واعتبر الركن الذى هو فيه بدل ما نسيه، وأتمّ صلاته على هذا الأساس ثم يسجد للسهو قبل السلام".

 ومن الأمثلة التي ضربها مركزالأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية إذا نسي المصلي "الركوع ولا يذكره إلا عند الركوع الذى فى الركعة التى تليه، فعندئذ يعتبر الركوع الذى هو فيه بدل الركوع الذى نسيه ويلغى ما بعد الفاتحة من الركعة السابقة، وما قبل الركوع الذى هو فيه، ويتم صلاته على هذا الأساس، ويأتى بركعة ويسجد للسهو، وإن نسى سنة من سنن الصلاة، مثل سنة التشهد الأول لا يعود إليها، لكن يسجد للسهو."

سجود السهو في الصلاة من السنة النبوية

وأوضح المركز العالمي للأزهر أن: "سجود السهو: هو سجدتان متواليتان بعد التشهد الأخير وقبل السلام من الصلاة، وإذا التبس عليه عدد الركعات فلم يدرِ كم صلى؟! فيبنى على الأقل ويتم صلاته ويسجد للسهو، فلو شك هل صلّى ثلاثًا أم أربعًا يعتمد أنه صلى ثلاثًا، ويأتى برابعة ويسجد للسهو، والصلاة صحيحة بإذن الله".

وجاء المركز بدليل  أن الرسول صلى الله عليه وسلم  نسى وأكمل صلاته وسجد سجدتين السهو، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتى العَشى فصلى ركعتين ثم سلَّم، فقام إلى خشَبةٍ معروضة فى المسجد، فاتَّكأ عليها كأنه غضبان، وشبَّك بين أصابعه، ووضع يده اليمنى على ظهر كفِّه اليسـرى ووضع خدَّه الأيمن على ظهر كفه اليسـرى، وخرجت السُّرْعان من أبواب المسجد، فقالوا أَقَصُرَتِ الصلاةُ؟ وفى القوم أبو بكر وعمر، فهاباه أن يُكلِّماه، وفى القوم رجلٌ فى يدَيْه طولٌ يقال له: ذو اليدين، فقال: يا رسول الله، أنَسيتَ أمْ قَصُرَتِ الصلاةُ؟ قال: لم أنْسَ، ولم تُقْصَر، فقال: صليتَ ركعتين فقال: أحقٌّ ما يقول ذو اليدين؟ فقالوا: نعم، فتقدَّم فصلى ركعتين أُخْرَيَيْن ثم سلَّم، ثم كبَّر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه فكبَّر، ثم كبَّر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه فكبَّر ، ثم سلَّم) "رواه: البخارى"، وعند مسلم أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا زاد الرجل أو نقص، فليسجد سجدتين".

المقصود بسجود السهو في الصلاة 

سجود السهو هو سجود سجدتين لجبر خلل حصل في الصلاة من أجل السهو، وفي ذاك السجود ترغيم للشيطان الذي وسوس للعبد وحال بينه وبين حضور قلبه في الصلاة، فقد أسماهما الرسول -صلى الله عليه وسلم بالمرغمتين- وسجود السهو لا يعني أنّ المصلي مُعْرضٌ في صلاته فالسهو من طبيعة البشر.

 وقد وقع به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لحديث: ("ِنَّه لو حدَث في الصلاةِ شيءٌ لنبأتُكم بِهِ، ولكن إِنَّما أنا بشرٌ مثلُكم، أَنسَى كما تنسونَ، فإذا نسيتُ فذكِّرونِي، وإذا شَكَّ أحدُكم في صلاتِهِ فلْيَتَحَرَّ الصوابَ، فلْيُتِمَّ عليه، ثُمَّ لْيَسْجُدْ سجدتينِ" ويشرع السجود لثلاث حالات هي الزيادة أو النقصان أو الشك.

السهو في الصلاة عند المالكية

يقع سجود السهو عند المالكية قبل السلام إن كان للنقص، وبعد السلام إن كان السجود للزيادة، أما التشهد بعد سجدتي السهو وقبل السلام فهو سنّة في مذهبهم، فلا شيء على المصلي إن تركه عندهم.

وسجود السهو سجدتان فقط؛ حيث يكبر المصلي ثمّ يرفع من السجود ثمّ يسجد ثمّ يرفع ثمّ يقرأ التشهد، ويقول في السجود: (سبحان ربي الأعلى)، أما في حال كان مأموماً فإنّه يسجد مع الإمام سجود قبلي للسهو إذا أدرك معه ركعة أو أكثر وإلا فلا، ولا يسجد المسبوق مع الإمام حال سجد سجودا بعديا للسهو إنّما يؤخره إلى أن يفرغ من صلاته فيسجد هو بعد السلام.

والأحوال التي يشرع لها سجود السهو عند المالكية هي: السهو عن فرض من فرائض الصلاة، كالسجود، وهنا لا بد من الإتيان بالسجود إذا تمكن المصلي من تداركه أما غير ذلك فإن صلاته قد بطلت، ولا يجبر السجود ذلك الفرض، فيأتي بالفرض المنسي ثمّ يسجد للسهو.

السهو عن فضيلة من فضائل الصلاة، ومن ذلك تكبيرة من تكبيرات الانتقال، أو قنوت الفجر، أو تحميدة، وهنا لا سجود سهو عليه.

السهو عن سنة مؤكدة، كنسيان قراءة سورة بعد الفاتحة، أو التشهد الأول، فيجبر ذلك سجود السهو.

عاجل