خاص| «نستثمر فلوسنا إزاي؟».. محللون يكشفون الوعاء الادخاري المُربح والآمن

تباينت آراء اقتصاديين ومحللين وخبراء بشأن الوعاء الادخاري والاستثماري الأمثل أمام الراغبين في استثمار أموالهم في ظل ارتفاع التضخم العالمي بفعل أسعار الشحن وتعطل سلاسل التوريد، بفعل اختلال جانبي العرض والطلب، فمنهم من يرى في البورصة الفترة المقبلة أفضل استثمار، بينما يرى آخرين أن الذهب سيواصل الصعود الفترة المقبلة، بينما رأى فريق ثالث أن العقارات تبقى هي فرس الرهان الفترة المقبلة، في ظل ارتفاع الطلب المتوقع على الوحدات السكنية والتجارية والإدارية.

البورصة المصرية ستكون أفضل حالاً في العام المقبل

يقول محمد الماوي، خبير أسواق المال، في تصريحات لـ«مستقبل وطن نيوز» إن البورصة المصرية ستكون أفضل حالاً في العام المقبل، عما هي عليه الآن، معتبراً أن شواهد ذلك هو استئناف الحكومة برنامج طروحات الشركات العامة، بداية من آي فاينانس.

ويعد طرح إي فاينانس بقيمة 5,8 مليار جنيه الأكبر في تاريخ البورصة برأسمال قيمته 22,4 مليار جنيه، ويفتح الطريق أمام مزيد من الطروحات العامة والخاصة، التي تأخرت كثيرًا منذ أُعلن عنها قبل نحو عامين.

ويرى محمد الماوي، أن طرح آي فاينانس نجح في جذب شريحة جديدة من المستثمرين المحليين والأجانب للسوق، وهو ما يعبر عما تحمله البورصة المصرية في هذا التوقيت من عوائد كبيرة للمستثمرين، مع استئناف برنامج الطروحات، إلا أنه طالب بتأجيل ضريبة الأرباح الرأسمالية، المزمع تطبيقها أول العام المقبل، لحين تعافي السوق بشكل كامل.

ومن المقرر، تطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية في البورصة مطلع العام المقبل، وسط دعوات لبعض المستثمرين رافقها تحركات من جانب نواب بالبرلمان لإثناء وزارة المالية عن التطبيق.

الذهب يبقى هو الملاذ الآمن في أوقات الشدائد

من جانبه، يرى نادي نجيب، سكرتير شعبة المصوغات والمجوهرات بالغرف التجارية، أن الذهب يبقى هو الملاذ الآمن في أوقات الشدائد، وأن البعض قد ينخدع في أسعاره المتدنية حالياً، مشيراً إلى أن العالم كله يتجه نحو التحوط بالذهب في ظل ارتفاع معدلات التضخم عالمياً.

وارتفعت أسعار الذهب اليوم في تعاملات اليوم السبت الصباحية، 6 جنيهات، ليسجل عيار 24 مبلغ 896 جنيهًا، و784 جنيها لعيار 21، و672 جنيها لعيار 18، بعد موجة من التأرجح السعري صعودًا وهبوطًا الأيام الماضية.

ويوضح نادي نجيب، أن تراجع سعر الذهب حالياً في مصر، يمهد نحو ارتفاعات كبيرة الفترة المقبلة، ويجعل من الوقت الحالي هو الأنسب للشراء، للاستفادة من فارق السعر مستقبلاً، مشيراً إلى أن الذهب هو الاستثمار الأنسب والأكثر إقبالاً للفئات الشعبية من محدودي الدخل بشكل خاص.

ويتأثر سوق الذهب في مصر، بالأسعار العالمية، أكثر منه محليًا، وتقبل على شرائه الأسر المصرية كتقليد مهم وعرف اجتماعي من أعراف الزواج، وينشط في عدة مواسم منها عيدي الفطر والأضحى المباركين، إلى جانب موسم الصيف حيث ينشط الإقبال على الذهب، وينظر للذهب في أوساط الاقتصاديين؛ باعتباره ملاذًا آمنًا ووسيلة تحوط جيدة ضد تقلبات العملة، وأداة لحفظ القيمة.

العقار استثمار مضمون لكن يحتاج إلى الصبر

أما علاء صليب، خبير التسويق العقاري، فيرى أن العقارات رغم ارتفاع أسعار مواد البناء إلا أن هذه الزيادة ترفع في سعر القيمة السوقية لمن يمتلك العقار حالياً، خاصة أن الحديد يمثل نحو 10% من تكلفة العقار، لكن يبقى العقار - من وجهة نظر علاء صليب - استثمار يحتاج إلى الصبر، فهو ليس استثمار المدى القصير.

ويترقب السوق العقاري خلال الأيام المقبلة، آليات عمل جديدة، بعد التوجيهات الرئاسية الأخيرة بعدم الإعلان عن تسويق أي مشروعات عقارية إلا بعد الانتهاء من تنفيذ 30% من المشروع، وسط توقعات بعودة السوق للعمل بأسعار 2020، على الرغم من ارتفاع أسعار مواد البناء، وذلك بسبب المخزون العقاري والركود.

يضيف خبير التسويق العقاري لـ«مستقبل وطن نيوز» أنه يتعين على الراغبين في اقتناء العقارات كاستثمار أن يعاينوا العقار على أرض الواقع، ومراعاة قربه من مناطق الخدمات والمدارس والمواصلات العامة، وهي كلها أمور ترفع القيمة السوقية للعقار.

ويعتبر قطاع التشييد والبناء في مصر من القطاعات كثيفة العمالة، والدافع لنمو الاقتصاد المصري، ويساهم القطاع بـ51.9% فى الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب 3 قطاعات أخرى هي تجارة التجزئة، والزراعة، والصناعة، حسب بيانات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية لأول 9 أشهر من العام المالي الماضي.

وبينما اختلفت آراء المحللين والخبراء، أشاروا في حديثهم إلى تعافٍ مرتقب في الأوعية الادخارية المذكورة الفترة المقبلة، في ضوء عدد من الشواهد، ليبقى المواطن حراً في الاختيار بين أي منها كاستثمار آمن الفترة المقبلة.