رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

تبون في ذكرى مجزرة باريس: تُعيد لأذهاننا الممارسات الاستعمارية

نشر
الرئيس الجزائري عبد
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون - أرشيفية

شدد رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، على أنّ ذكري المجزرة التي ارتكبتها الشرطة الفرنسية، بحق المتظاهرين الجزائريين في باريس، عام 1961، تعكس وجهًا من الأوجه البَشِعةِ لسلسلـة الجرائِم ضدّ الإنسانية التي تَحْتَفِظُ بمآسيها ذاكرةُ الأمَّة.

جرائم ضد الإنسانية

وقال تبون - في رسالة وجهها للجزائريين مساء اليوم السبت، بمناسبة اليوم الوطني للهجرة المخلّد للذكرى الـ 60 لمظاهرات 17 أكتوبر1961 - : “تحلُّ، غدا، ذكرى مظاهرات 17 أكتوبر 1961، لتُعيدَ إلى أذهاننا المُمارساتِ الاستعماريةَ الإجرامية المُقترفَة في حقّ بنات وأبناء الشعب الجزائري، في ذلك اليومِ، والتي تعكس وجهًا من الأوجه البَشِعةِ لسلسلـة المجازر الشنيعة، والجرائِم ضدّ الإنسانية التي تَحْتَفِظُ بمآسيها ذاكرةُ الأمَّة”، وفقا لجريدة “النهار” الجزائرية.

مَرْجِعًا مُشرِقًا 

وأضاف: ولأن ضحايا تلك المجْزرةِ الشنيعة، الْتَحقوا بإباءٍ وشرف وعزَّة بإخوانهم الذين ضَحُّوا بأرواحهم، عَبْر المُقاوماتِ الشعبية المتتالية، وخلالَ ثورةِ التحرير المجيدة، فإنَّ تضحياتِهم تلك سَتَظلُّ مَرْجِعًا مُشرِقًا قويًا، شاهدًا على ارتباط بناتِ وأبناء الجالية بالوطن .. وعلى ملحمة من ملاحم كفاح الشعب الجزائري المرير عبْر الحقب، ذودًا عن أرضِنا المباركة.. وغِيرةً على هُوِّيةِ الأمة، وتَرسيخًا لوحدتها”.

مَشْهدًا خالدًا للدِّفاعِ عن شرف الأمة

وتابع الرئيس الجزائري: “نحن نُحيي هذه المحطَّةَ الخالدَة في تاريخ ثورتنا المجيدة، ونَترحَّمُ على أرواح ضحايانا الأبرار .. أُولئك الذين صَنَعُوا بشجاعةِ الأبطال .. ومواقفِ الشُّرفاءِ، قبل ستين عامًا، مَشْهدًا خالدًا للدِّفاعِ عن شرف الأمة.. وترجموا به التَّعَلُّقَ بالحرية والكرامة .. نترحَّم عليهم، في هذه الذكرى وعلى قوافل شهداء الوطن المُفدَّى، في كل مراحل المقاومة والكفاح بإجلالٍ وإكبار”.

معالجة ملفات التاريخ بعيدًا عن أيِّ تَرَاخٍ أو تَنازُلٍ

وحسب الرسالة، أكد تبون على حرصِه الشَّديد على معالجة ملفَّاتِ التاريخ والذاكرة، بعيدًا عن أيِّ تَرَاخٍ أو تَنازُلٍ، وبروحِ المسؤوليةِ، التي تَتَطَلَّبُها المعالجةُ الموضوعية النزيهة، وفي منأى عن تأثيراتِ الأهواء وعن هيمنة الفكر الاستعماري الاستعلائي على لوبياتٍ عاجزةٍ عن التحرُّرِ من تَطرُّفها المُزمن.

بناءِ جزائرَ سيِّدةٍ قويَّة

واستطرد رئيس الدولة، أنه يَنْبَغِي أن يكونَ واضحًا، وبصفة قطعية، بأنَّ الشَّعبَ الجزائريَ الأبيَّ المُعتزَّ بجذورِ الأُمةِ، الضَّاربةِ في أعماقِ التاريخ، يَمضي شامخًا، بعَزْمٍ وتَلاحُمٍ، إلى بناءِ جزائرَ سيِّدةٍ قويَّة .. جزائرَ ديمقراطيةٍ، مُحصَّنَةٍ بمؤسساتِها، ومُصَمِّمةٍ على الوفاءِ بالتزاماتها، وأداءِ دورها كاملاً لخدمةِ الاستقرار والأمن في المنطقة، والمُساهمَةِ في مسعى التعايش والتعاون النبيل، على المستوى الإقليمي والدولي.
واستكمل حديثه : هناك من يشكك في إرادةِ الوطنيين المخلصين، الراميةِ لتخليصِ المجتمع من اسْتِنْزافِهم لخيراتِ البلاد بالتّحَايُل والنَّهبِ والتبذير أين توعدهم الرئيس بسُلطانِ القانون.

 شَلِّ أذْرُعِ هذه العصابةِ الماكرة

وأكد أنّ الجزائر المُقدِمَةُ بحزمٍ على شَلِّ أذْرُعِ هذه العصابةِ الماكرة، وكَشْفِ خُبْثِها في تحريك أدوات التَّعطيلِ والتَّيْئيسْ، مشيرا إلى أن الجزائر تحتضن بِكُلِّ ترحابٍ واعتزاز، جميعَ بناتِها وأبنائِها من الجالية في كُلّ أصقاع العالم وتُثمِّنُ القُدرات والكفاءَات، وتدعوهم للمُساهمةِ في مشروعِ نَهْضَةِ الأُمَّة، بِفَتْحِ الأُفقِ أمامَ عبقريةِ الأجيالِ الجديدة في الداخل والخارج، لاسْتكمالِ مسيرةِ الشهداء الأبرار، والوَفَاءِ لرسالتِهم الخالدة.
 

عاجل