رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

شكوك حول دور روسي..

ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي يضع أوروبا في أزمة طاقة

نشر
ارتفاع اسعار الغاز
ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي أثر سلباً على بعض الصناعات عالميا

وصلت اسعار الغاز الطبيعي إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق يوم أمس الأربعاء، وارتفعت اسعار الغاز الطبيعي خلال 24 ساعة، بنسبة 37% متجاوزة مستوى قياسي فوق 56 دولارا للمليون وحدة حرارية، مما أثار تحذيرات من أن المصانع على مستوى العالم قد تضطر إلى الإغلاق خلال فصل الشتاء أو التحول إلى أنواع وقود أكثر تلويثًا تمامًا من الغاز الطبيعي، في وقت تستضيف المملكة المتحدة مؤتمر المناخ COP26 الشهر المقبل.

وارتفعت اسعار الغاز الطبيعي في المملكة المتحدة وأوروبا في وقت مبكر من يوم أمس، لتتداول بما يقرب من 10 أضعاف مستواها منذ بداية العام، لكن اسعار الغاز الطبيعي، عكست مسارها فجأة بعد ساعات عندما ألمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن شركة تصدير خطوط الأنابيب الاحتكارية الروسية، جازبروم، قد تزيد الإمدادات لمساعدة أوروبا على تجنب أزمة طاقة كاملة بسبب اسعار الغاز الطبيعي.

وتعد اسعار الغاز الطبيعي القياسية أحد أعراض معركة عالمية لتأمين إمدادات الوقود بعد أن انتعش الطلب بسرعة في ظل جائحة كورونا، كما تجاوزت اسعار الغاز الطبيعي، سعر الفحم، الذي يستخدم لتوليد الكهرباء وللتدفئة، وبلغت الذروة على الإطلاق.

شكوك في دور لـ«غازبروم» في رفع اسعار الغاز الطبيعي بأوروبا

خلال العام الماضي وحده، ارتفعت اسعار الغاز الطبيعي بنسبة تزيد عن 180%، والوضع أسوأ في أوروبا، حيث وصلت اسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية بسبب محدودية قدرة الإنتاج المحلي، والتخفيضات في عمليات التسليم من روسيا وانخفاض القدرة على استخدام أنواع الوقود الأخرى، حيث تقلل البلدان من استهلاك الفحم.

ونقلت صحيفة فاينانشيال تايمز، قول تجار الغاز الطبيعي إن أحد دوافع ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي، هو أن روسيا تحد من إمدادات الغاز الأوروبية إلى المستويات الموجودة في العقود طويلة الأجل، وتركت منشآت التخزين التابعة لشركة جازبروم في القارة تنخفض إلى مستويات منخفضة للغاية، مما رفع اسعار الغاز الطبيعي.

اسعار الغاز الطبيعي المرتفعة، أدت إلى مخاوف في القطاعات المتعطشة للطاقة مثل الصلب والزجاج والمواد الكيميائية مع ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي والكهرباء، فقد حُذِروا من مزيد من الصدمات لكل من الصناعة والمستهلكين، بما في ذلك ارتفاع أسعار السلع والمصانع التي تضطر إلى الإغلاق مؤقتً بسبب ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي.

وعن اسعار الغاز الطبيعي المرتفعة، قالت وزيرة الطاقة الأمريكية، جينيفر جرانهولم، لصحيفة فاينانشيال تايمز إن الولايات المتحدة تراقب بعناية دور روسيا في أزمة الغاز الأوروبية وتحاول إيجاد طرق للمساعدة، بما في ذلك تقييم ما إذا كانت جازبروم تتلاعب بالسوق برفع اسعار الغاز الطبيعي أم لا.

وسجلت اسعار الغاز الطبيعي في المملكة المتحدة، من حيث تكلفة توصيله 350 بنس لكل وحدة حراري، يوم أمس، بينما بلغت أسعار الغاز الطبيعي للتسليم في العقود الآجلة نوفمبر المقبل 407 بنسات / جنيه استرليني، وكلاهما رقم قياسي، وجاء ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي، بعد تراجع الفترة الماضية، بسبب إشارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى أن بلاده، أكبر مورد للغاز إلى أوروبا، كانت مستعدة للمساعدة في تخفيف الأزمة، ما خفض اسعار الغاز الطبيعي.

ارتفاع قياسي في اسعار الغاز الطبيعي

اسعار الغاز الطبيعي جعلت صناعة الصلب في المملكة المتحدة غير اقتصادية بحسب هيئة التجارة البريطانية للصلب «يو كيه ستيل»، بالنظر إلى ارتفاع التكلفة في ضوء ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي، حيث بدأت شركة «بريتش ستيل» في إضافة رسوم إضافية تصل إلى 30 جنيهًا إسترلينيًا للطن على منتجاتها لتعويض تكاليف الطاقة المرتفعة بسبب اسعار الغاز الطبيعي، وزيادة التكاليف للعملاء في قطاعي البناء والسيارات.

وعلق أستاذ اقتصاديات الأعمال في كلية إدارة الأعمال في برمنجهام، ديفيد بيلي، على ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي، مشيرا إلى أن «المستهلكين قد ينتهي بهم الأمر بالشعور بالضيق إذا ظل الفولاذ باهظ الثمن، لافتا إلى أن اسعار الغاز الطبيعي المرتفعة ستُنقل إلى المستهلكين في نهاية المطاف، وبالتالي يمكن أن تزيد اسعار السيارات».

ونقلت صحيفة الجاريان، عن منتجين في صناعات الزجاج والمعادن، إن ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي قد يؤدي في النهاية إلى زيادة التلوث، وذلك قبل أسابيع قليلة على استضافة المملكة المتحدة لمؤتمر المناخ العالمى Cop26، ونقلت عن منسق الاتحاد في الهيئة التجارية البريطانية جلاس، بول بيرسي، إن الشركات التي تصنع النوافذ قد تضطر إلى العودة إلى تشغيل أفرانها بالوقود الملوث الذي تم التخلي عنه، بسبب ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي.

وقال عضو اتحاد الخزف البريطاني، جون فليتني، إن الأمر نفسه ينطبق على أفران الشركات بعد ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي، وإذا ظلت اسعار الغاز الطبيعي مرتفعة، فقد يتغير التوازن بين الدخل وتكاليف التشغيل.

ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي أثر سلباً على الصناعات كثيفة الاستهلاك

وحذرت مجموعة مصنعي الزجاج والصلب والمعادن البريطانية، إن تأثير الزيادات الفلكية الحقيقية في اسعار الغاز الطبيعي ظهرت على الإنتاج في قطاعي الأسمدة والصلب، وقال رئيسها ريتشارد ليز: «لا أحد يريد أن يشهد تكرارًا في صناعات أخرى هذا الشتاء بالنظر إلى أن الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة في المملكة المتحدة تنتج الكثير من المنتجات المحلية والصناعية الأساسية وترتبط ارتباطًا جوهريًا بالعديد من سلاسل التوريد في ظل ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي».

وأثر ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي، على حركة الإنتاج في بريطانيا، فأجبرت اسعار الغاز الطبيعي المرتفعة، مصانع الأسمدة على الإغلاق وحذرت إحدى كبرى الشركات، عملائها يوم أمس الأربعاء من أنها قد تتوقف عن التداول في نوفمبر بسبب اسعار الغاز الطبيعي.

وقال مستشار الطاقة «كورنوال إنسايتس»، إنه يتوقع أن يؤدي تأثير ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي إلى رفع فواتير الطاقة المنزلية حتى عام 2023، من خلال دفع الحد الأقصى الذي تفرضه الحكومة على أسعار الطاقة إلى الارتفاع.

وارتفعت أسعار البنزين والطعام والضروريات الأخرى خلال الأشهر القليلة الماضية، مما أدى إلى إجهاد ميزانيات الأسرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. والآن، وصلت اسعار الغاز الطبيعي، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا لتدفئة المنازل، إلى أعلى مستوياتها في السنوات السبع الماضية، وبالنسبة للعائلات المتعثرة والأمريكيين ذوي الدخل المنخفض، ستكون تكاليف التدفئة المتزايدة ضرورة أخرى لم يعودوا قادرين على تحملها.

اسعار الغاز الطبيعي تصل إلى مستوى قياسي
عاجل