كهربا.. لاعب يرتدي القميص الأحمر ويخوض معاركه بقلب أبيض
كهربا.. الجناح الأيسر للنادي الأهلي اختاره مرجو الشائعات ليكون هدفًا لهم في الأيام الماضية، وهم يتحدثون حول خلاف نشب بينه وبين مدير الكرة سيد عبدالحفيظ، ما نفاه الإعلامي أحمد شوبير في برنامجه "ملعب أون تايم".
بقميص أحمر وقلب أبيض يخوض كهرباء معاركه الشخصية، يتوتر وينفعل ويعلن الحرب، لكنه بعد وقت قصير يعود هادئًا ومعتذرًا عما بدر منه، ويضحك كطفل قبل أن يعانق خصمه، طالبًا منه الصفح.
هل تود أن تعرف لماذا يقوم محمود كهربا بارتكاب تلك الحماقات الصغيرة في مشواره الكروي القصير؟، ولماذا تتنقل عواطفه من حبيبة إلى أخرى؟، ولماذا يظهر سعيدًا وهو يلتقط صورًا مع أسرته الصغيرة البسيطة وينشرها على حساباته الشخصية؟.
إن الفتى ببساطة ينتمي إلى برج الحمل، انفعالاته تظهر على وجهه مباشرة، وجسده مثل معدن الألومونيوم يسخن بسرعة، ولا يضع فلترا على فمه، يعيش كإنسان طبيعي وليس آلة باردة تعمل بالتعليمات.
وكهربا ابن بلد، لعب الكرة الشراب حافيًا في شوارع مصر القديمة، قبل أن يعرف طريقه إلى الزمالك والأهلي (أكبر ناديين في مصر) ويلبس الكوتشي الماركة «أبو ألوفات» ويصبح نجمًا للمنتخب الوطني.
عندما يلتقط الفتى الموهوب صورة مع أسرته الصغيرة، فلا تظن أنه سوف يضعهم داخل فيلا، أو سيارة أحدث موديل، أو طائرة خاصة كما يفعل البعض، سيلتقط معهم الصور في أي مكان ودون ترتيب مسبق، في الوقت الذي يحتضن فيه والدته التي لا تتخلى عن ارتداء «عباية سمراء» مثل أمهاتنا في الأحياء الشعبية وقرى الدلتا، والصعيد.
لا يتفاخر كهربا بالمال، ولكن بأصله الطيب، وأسرته الجميلة التي منحته كل ما لديها، ليكون – كما أرادت – ابنًا بارًا بوالديه، وأخًا حنونًا مع أخته.
سوف يظل كهربا مندفعًا، ومعتذرًا، لا لأنه «غاوي مشاكل»، ولن يغادر الشؤون الصغيرة، إلى الأمور الكبيرة باعتباره لاعبًا في الأهلي، نادي القرن، لأنه ببساطة ليس عضوًا في فريق أصحاب رابطات العنق، ولم يرتبط بعقد مع «الإتيكيت»
سيخسر كهربا مليون جنيه في مقابل «إنه يطلّع اللي جواه»، ثم يذهب بعدها "عادي جدًا" إلى زميله ويراضيه، ويأخذه بالحضن، ويضحكان سويًا وكأنهم "مش هما نفس الاتنين اللي كانوا من شوية هيولعوا في بعض".
