رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ذكريات وعادات شهر رمضان في عقل ووجدان أهالي الفيوم

نشر
الحاج فوزي الرمحي
الحاج فوزي الرمحي

ذكريات وطقوس وعادات شهر رمضان لها وقع خاص في عقل ووجدان أهالي الفيوم، حيث يحظى الشهر الكريم على مدار التاريخ باهتمام بالغ من الناس إعدادًا وتجهيزًا واستقبالًا، كما أن تلك العادات والتقاليد والذكريات لم ينساها الجميع. 

وفي سبيل معرفة أسرار عادات وتقاليد أهالي الفيوم خلال شهر رمضان، كان لـ"مستقبل وطن   نيوز"، هذا اللقاء مع الحاج فوزي الرمحي 67 عامًا، ابن قبيلة الرماح بمحافظة الفيوم، وشاعر وأديب بقصر ثقافة الفيوم.

في البداية يقول «فوزي الرمحي»، إن شهر رمضان يحرك في نفسي ذكريات كثيرة تجعلني أشعر بالبهجة كلما تذكرتها، وأذكر أنني بدأت الصيام منذ كان عمري 9 سنوات، وأن من عادات وتقاليد الشهر الكريم الأغاني الشهيرة مثل “وحوي يا وحوي، حالو يا حالو، والمسحراتى، المدفع، الكنافة، القطائف” كلها عادات ارتبطت بشهر رمضان مزجها الشعب المصري وتوارثها جمعيها لتصبح عادات أساسية في شهر رمضان الكريم.

وأضاف «الرمحي» أن  شهر رمضان كان يبدأ ببيان دخول الشهر وثبوت رؤية الهلال، حتى يتحول الشارع الفيومي إلى ما يشبه خلية النحل، فتزدحم الأسواق، وتزين الشوارع، وتنشط حركة التجارة بشكل ملحوظ لتوفير اللوازم الرمضانية المختلفة وينطلق الأطفال في الشوارع والطرقات حاملين معهم فوانيس رمضان وهم ينشدون "حالو يا حالو" وعبارات التهنئة تنطلق من ألسنة الناس لتعبّر عن مشاعر الفرحة بقدوم الشهر الكريم.

واستهل «الرمحي» حديثه أن فانوس رمضان أحد المظاهر الشّعبيّة الأصيلة، وأن الفانوس كان يستخدم في الإضاءة ليلًا للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب، وقد تحول الفانوس من وظيفته الأصلية في الإضاءة ليلًا إلى وظيفة أخرى ترفيهية.

وتحدث «الرمحي» أن من أكثر المظاهر التي ارتبطت بشكل مباشر برمضان المسحراتي، وكان ينادي “عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة” وارتبط بها أهالى الفيوم حتى الآن، وكان المسحّراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلاً منزلاً ومعه طبلته المعهودة، فيهب له النّاس المال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد، وكان المسحراتي يطوف الحارات والشوارع يطرق على طبلته ليُوقظ الناس، مناديًا كل شخص باسمه "اصحَى يا نايم".

وقال «الرمحى» إن المدفع من أهم الطقوس الرمضانية باعتباره الوسيلة المفضلة لإعلان موعد الإفطار لحظة مغيب الشمس، معلنا انتهاء الصوم كما يقوم الأطفال بصنع مدفع رمضان ويشترون المفرقعات، ويقومون بضربه قبل أذان المغرب، احتفالًا بالشهر الكريم، وكنا نرتبط بفوازير الإذاعة، التي كانت تعبر عن عادات المصريين وحبهم لوطنهم وبلادهم وحب الناس لبعضهم، وكان الفن هادف جاذب يجبرك أن تنتظره ساعات.

وأضاف أن إمساكية رمضان زمان كانت دليل الصائم والمصلي خلال أيام الشهر الكريم، وعلى مدار تاريخ مصر كانت إمساكية رمضان لوحة فنية مرسومة ومطبوعة بعناية فائقة، حيث ضمت خانات مختلفة مثل “غروب القمر، وطلوع القمر”، وكانت تشير إمساكية رمضان زمان وعلى مدار تاريخ مصر الحديث إلى مدى وجاهة ورقى صاحبها، ومع التقدم التقني الحالي تحولت الإمساكية الورقية إلى تاريخ وحالة من الزمن الجميل يحرص الهواة على اقتنائها بعدما أصبح الموبايل بديلًا لأشياء كثيرة في حياتنا.

وتحدث أن شهر رمضان له مكانة شديدة الخصوصية في الوجدان الإنساني بكل مفرداته رغم تغيير الوقت والزمان، حيث كان يجمعنا الحب والألفة وكنا نجتمع مع بعض يوميًا عند شخص بالتبادل ونقوم بعمل مضيفة للغريب من أجل الفطار إضافة إلى عمل الخيمة البدوية الرمضانية وفرشها بالسجاد لنجلس بها يوميًا نحاكى الذكريات ونستقبل الضيوف بها، حتى سميت «مندى العائلة».

عاجل