رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

"وتيرة المشى".. أحد علامات بقاء المتعافين من السرطان على قيد الحياة

نشر
مستقبل وطن نيوز

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية طب جامعة واشنطن في سانت لويس، بالتعاون مع باحثى المعهد الوطني للسرطان (NCI)، أن هناك ارتباطًا بين سرعة المشي البطيئة وزيادة خطر الوفاة بين المتعافين من مرض السرطان.

وعلى الرغم من أن الدراسة لم تثبت أن المشي البطيء قد يصبح سببًا للوفاة، فقد استمر الارتباط عبر تسعة أنواع من الأورام على الأقل، لذلك دعا الباحثون الأمريكيون لضرورة إجراء المزيد من الأبحاث للوقوف على أبعاد هذه العلاقة، وما إذا كانت التدخلات المستهدفة، مثل تطبيق برامج للنشاط البدني يمكن أن تساعد المتعافين من السرطان على تحسين قدرتهم على المشي وزيادة البقاء على قيد الحياة بعد تشخيص السرطان وعلاجه.

وقالت الدكتورة إليزابيث ساليرنو، أستاذ مساعد الجراحة، الأستاذ في قسم علوم الصحة العامة في جامعة واشنطن: "يعيش المتعافون من مرض السرطان لفترة أطول من أي وقت مضى ، حال انتظامهم فى ممارسة رياضة المشى لكن من المهم تحسين فهمنا لكيفية تأثير تشخيص مجموعة واسعة من السرطانات وعلاجها على وتيرة المشي عقب التعافى وهو عامل خطر يمكن تعديله ما قد يسهم فى تطوير استراتيجيات علاجية وإعادة تأهيل جديدة لتحسين صحة هؤلاء المرضى".

وعكف الباحثون في هذه الدراسة، التى نُشرت فى مجلة الجمعية الأمريكي للسرطان، في عددها لشهر مارس، على دراسة حالات 223,000 شخص مسجلين في المعاهد الوطنية لجمعية الصحة الأمريكية للمتقاعدين (NIH-AARP)، وتمت دراسة طبيعة النظم الغذائية المتبعة بينهم.


وأجاب المشاركون، الذين تراوحت أعمارهم ما بين 50 و 71 عامًا ، على استبيانات حول صحتهم العامة ووتيرة المشي، وما إذا كانا لديهم أي إعاقة متعلقة بالمشي، مثل المشي بوتيرة بطيئة جدًا أو عدم القدرة على المشي وبعد التقييم.

وتمت متابعة المشاركين في الدراسة لعدة سنوات مقارنة بالضوابط الصحية المسجلة في الدراسة، ووجد أن المتعافين من السرطان كانوا أكثر عرضة، بنسبة 42٪ للإبلاغ عن المشي بوتيرة أبطأ فيما أبلغ 24٪ منهم بمعاناة من مشكلات وإعاقة فى المشىى، كما وجد أن ارتفاع خطر الوفاة من أي سبب بنحو أكثر من الضعف بين المتعافين الذي ساروا بوتيرة أبطأ مقارنة بأولئك الذين أبلغوا عن تمكنهم من السير بوتيرة أسرع في المشي.

وكشف الباحثون أن العلاقة بين المشي بوتيرة بطيئة وزيادة خطر الوفاة بشكل كبير من أي سبب تعلقت بتسعة أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي، القولون، و سرطان الجلد، وسرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان الفم، وسرطان البروستاتا، والمستقيم، والجهاز التنفسي، فضلا عن سرطان البولية، فضلا عن أن هناك ارتباطًا قويًا بين إعاقة الحركة (ليس فقط الوتيرة البطيئة) والوفاة، وشملت جميع السرطانات التسعة المذكورة سابقا، بالإضافة لسرطان بطانة الرحم، والغدد الصماء، والمبيض، والمعدة.

وأوضح الباحثون أن المتعافين من السرطان الذين عانوا من إعاقة حركية، كانت لديهم مخاطر متزايدة للوفاة بمعدلات تفوق الخمسة أضعاف، مقارنة بالأشخاص الذين لم يتم تشخيصهم بالسرطان أو إعاقة.

وشدد الباحثون فى كلية الطب على أن المتعافين من مرض السرطان أبلغوا عن صعوبات في المشي لمدة خمس سنوات أو أكثر بعد تشخيص السرطان وعلاجه؛ ما يشير إلى أن الآثار الضارة لتشخيص وعلاج السرطان منتشرة على نطاق واسع عبر أنواع السرطان طويلة الأمد ما يخلق فرصًا للتدخل لمساعدة هؤلاء المرضى على تحسين قدرتهم على المشي.
وقالت "ساليرنو" ، المشرفة على تطوير الأبحاث: "على حد علمنا ، فإن هذا التحليل هو أول تحليل يستكشف العلاقة بين السرطان ووتيرة المشي والوفيات اللاحقة في 15 نوعًا مختلفًا من السرطان وتشمل الخطوات التالية تحديد الأسباب الكامنة وراء هذه الارتباطات، حيث من الممكن أن يكون المشي البطيء ناتجًا عن مرض السرطان ذاته أو الآثار الجانبية الضارة للعلاج ، أو حدوث تغييرات في نمط الحياة".

عاجل