قبل ساعات قليلة، من استلام الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، مهام منصبه، كشفت مصادر إخبارية أمريكية النقاب عن كواليس صراع دار في الخفاء خلال الأسابيع الماضية بين ترامب ومديرة "سي أي إيه"، جينا هاسبيل.

وقالت دورية "انتلجنس أونلاين"، المتخصصة في شئون الاستخبارات: إن مديرة وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية "سي أي إيه" جينا هاسبيل هددت ترامب بتقديم استقالتها فورا إذا فكر فى إقالتها واستبدالها بأحد أنصاره.

وكشفت منصة إكسيوس الأمريكية، عن أن ترامب كان مصرا -قبل أقل من شهر على انتهاء ولايته الرئاسية- على الانتقام من قادة أجهزته الأمنية ومديرة "سي آي إيه"، بهدف إحداث صدمة مفاجئة لدى الرأي العام الامريكى تربك المشهد السياسي العام أمام منافسه الفائز في الانتخابات الرئاسية جو بايدن.

ترامب –الذي من المفترض أن يقوم الآن بحزم حقائبه استعدادا لمغادرة البيت الأبيض- لا يستبعد المراقبون إقدامه مجددا على تلك الخطوة المتهورة حتى قبل ساعات من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، ويقولون إن ترامب يعاني من حالة إنكار حادة تجعله يرفض التسليم بهزيمته أمام بايدن، كما يعاني من هزة نفسية كادت أن تفقده صوابه وقد تدفعه صوب تصرفات متهورة في السويعات الأخيرة لولايته الرئاسية.

وأشارت تقارير إخبارية أمريكية، إلى أن 3 من كبار مسئولي إدارة ترامب، أكدوا أنهم على علم بالمخطط الذي علمت به مديرة "سي أي إيه"، لعزلها واستبدالها بآخرين من رجال ترامب المقربين، كما كشفت مصادر في دوائر الأمن والاستخبارات في الولايات المتحدة -رفضت التعريف بها- عن قناعات تولدت في الساعات الأخيرة من حكم ترامب بوجوب إقالة كل قادة أجهزة الأمن والاستخبارات وإنفاذ القانون الأمريكية من مناصبهم، وهو ما كان ترامب سيفعله إذا كان قد قدر له الفوز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وقالت تلك المصادر: إنه بعد التأكد من خسارته، فاتح ترامب عددا محدودا من المقربين في إمكانية إحياء تنفيذ خطته القديمة لإقالة قادة الأجهزة الأمنية الأمريكية من مناصبهم بما في ذلك إقالة مديرة الاستخبارات المركزية وذلك انتقاما منهم.

ويعتبر ترامب، أن إطاحته بقيادات الأمن والاستخبارات سيكون أفضل عقاب لهم على ما يعتبره "عدم إخلاص" من قادة الأجهزة الأمنية والمخابراتية له في معركته الانتخابية مع جو بايدن.

وفيما يتعلق بمديرة الاستخبارات المركزية الأمريكية، تؤكد المصادر المقربة من ترامب أنه على قناعة في أن "سي أي إيه" بحوزتها وثائق ومستندات سرية عن خصومه السياسيين في داخل الولايات المتحدة كان بالإمكان أن تقلب عليهم الطاولة إذا كشفت الاستخبارات عنها غطاء السرية وهو ما لم تفعله السيدة هاسبيل.

كان ترامب قد فصل في التاسع من نوفمبر الماضي وزير دفاعه مارك أسبر، واستبدله بكريستوفر ميللر، الذي كان حتى إسناد حقيبة الدفاع إليه مديرا لمكتب مكافحة الإرهاب الاتحادي، كما عين ترامب في نوفمبر الماضي، المحامي المخضرم كاش باتل، رئيسا لهيئة مكتب وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، وهو محام ارتفعت أسهمه في زمن إدارة ترامب بسرعة البرق.

وفي العام 2019 وبعد عمله لشهور قليلة كنائب لمدير لمكتب الاستخبارات الوطنية عين ترامب باتل مديرا عاما لإدارة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وقد كتب باتيل تقريرا سريا كشف عنه النقاب لاحقا لترامب اتهم فيه وزارة العدل الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي بالضلوع في مؤامرة عامة لتحطيم ترامب سياسيا وإنهاء حكمه للولايات المتحدة.

واستنادا إلى تلك المعلومات، قالت المصادر الإخبارية الأمريكية، إن إقدام ترامب على إقالة مديرة الاستخبارات المركزية الأمريكية جينا هاسبيل، وتعيين كاش باتل، قائما بعملها ليس أمرا مستبعدا، وقد أكدت منصة إكسيوس الإخبارية الأمريكية، امتلاكها لوثائق تؤكد صدور توجيهات من ترامب لمدير مكتبه في البيت الأبيض مارك ويدوز، في ديسمبر الماضي، بالبدء في إجراءات تكليف كاش باتل بالقيام بعمل مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية.

ووفق رواية المنصة الإخبارية الأمريكية ذاتها فإن مديرة الاستخبارات الأمريكية جينا هاسبيل، أعلنت بمجرد علمها بنوايا ترامب أنها ستستقيل على الفور من منصبها وهو ما دفع ترامب إلى تعديل سيناريو التخلص منها.

وقالت المنصة: إن سينايو خطة ترامب المعدلة كانت ستتم بإقالة فوجان بيشوب، نائب مديرة الاستخبارات المركزية الأمريكية وتعيين كاش باتيل محله، ثم القيام في خطوة تاليه بإقالة جينا هاسبيل، وتصعيد كاش باتيل، لمنصبها وهو ما يجعل الأمر تصعيدا طبيعيا لمسئولين في مناصبهم بدلا من استبدالهم وإقالتهم.

ومرة أخرى علمت جينا هاسبيل، بخطة ترامب المعدلة، فهددت مجددا بالاستقالة من منصبها قبل أن يدخل رجل ترامب كاش باتيل، إلى مبنى الاستخبارات الأمريكية كنائب لها كمقدمة لإقالتها فيما بعد.

وكشفت التقارير الإخبارية الأمركيية، عن عدول ترامب في الحادي عشر من ديسمبر الماضي، عن فكرة إقالة مديرة "سي أي إيه" جينا هاسبيل، بعد أن حذره مستشاروه من شراسة تلك السيدة وامتلاكها "للكثير" الذي يمكن أن يحيل حياة ترامب إلى جحيم.

المفاجأة التى كشفت عنها دورية "إنتلجنس أونلاين" الأمريكية، هي أن مايك بنس، نائب ترامب، كان أحد من أشاروا عليه بضرورة تفادي الصدام مع مديرة الاستخبارات الأمريكية.

وعلى الفور انتصر ترامب لبرجماتيته المعهودة، فحسن نبرة خطابه تجاه السيدة جينا هاسبيل، وألان لها القول، وعقد معها عدة لقاءات اتسم خلالها ترامب بالود ازاءها مشيدا بدورها كأول سيدة تتولى إدارة الاستخبارات المركزية في تاريخ الولايات المتحدة، كما أبلغ مدير مكتب ترامب مارك ويدوز السيدة هاسبيل بوقف كافة التحضيرات الإجرائية التي كانت جارية بالفعل بأوامر من ترامب لعزل نائبها وتعيين كاش باتيل بدلا منه.