رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بتاريخ اليوم.. مصر تستضيف آخر شاه لإيران بعد أن رفضته أوروبا

نشر
مستقبل وطن نيوز

حين اشتدت الاضطرابات السياسية في إيران، أرغم رئيس الوزراء محمد مصدَّق، الشاه محمد رضا بهلوي على مغادرة البلاد، نتيجة مظاهرات عارمة واضطرابات شعبية هائلة في العاصمة طهران، فقرر شاه إيران الرحيل لتجنب إراقة الدماء.

وفي مثل هذا اليوم 16 يناير 1979 وصل إلى مصر محمد رضا بهلوي آخر شاه للملكة الإيرانية قبل إن تتحول إلى جمهورية مع عائلته، حيث رفضت أوروبا استقبال طائرته وتوالى رفض باقي السفارات، إلى أن نزل الشاه بطائرته فى أسوان فى 16 يناير 1979 واستضافه الرئيس أنور السادات الذى كان على علاقة جيده مع الشاه منذ نهاية الستينات وفى مصر ، وحرص السادات على أن يقدم لضيفه مراسم استقبال تليق برؤساء الدول.

وفى فندق أوبروي المبنى على جزيرة وسط النيل بالقاهرة، استضاف السادات الشاه وزوجته، وفي نفس الوقت سعى الشاه للجوء إلى المغرب بدعوة من الملك الحسن الثاني ولكنه اضطر  أن يغادر المغرب ذاهبا إلى جزر البهاما، ثم بعد ذلك إلى المكسيك، ولم تقبل أي دولة وجود الشاه الإيراني.

اتخذ الشاه بنما مستقراً له حتى ساءت حالته  الصحية ، حيث كان يعاني مرضاً خطيراً استوطن في جسده، وتحتم عليه الحصول على علاج، فسمح الرئيس الأمريكي جيمي كارتر للشاه المخلوع بالقدوم  إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج، وما إن استقرت حالتة الصحية حتى سارعت الحكومة الأمريكية بطلب إلى الشاه لمغادرة الولايات المتحدة لتنامي الضغوط  من إيران التي تطالب برأس الشاه.

وضاقت الأرض على الشاه، إلا من الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي استضاف الشاه في مصر و منحه ملاذا بها وخصص له قصر القبة لكي يقيم فيه عام 1980، وتغاضى السادات عن المظاهرات الشعبية الغاضبة التي قامت في مصر ضد قراره بإيواء الشاه.

وأكد الرئيس الراحل محمد أنور السادات في إحدى خطبه الشهيرة عن مدى امتنانه للشاه محمد رضا، حيث قال إنه قبل حرب أكتوبر لم يكن في مصر فائض من البترول يكفيه 15 يوما فقط، وحين طلب من الزعماء العرب لم يرفضوا ، ولكن لم يبالوا بخطورة الموقف، إذ طلبوا منه أن يرسل وزير النفط المصري ، وبعدها بشهور يرسلون البترول،  لكن شاه إيران لم ينتظر حينما طلب السادات منه مساعدته، فأرسل سفن البترول التي كانت تتجه إلى أوروبا لترسو في ميناء الإسكندرية وتزود مصر بالنفط الإيراني.

وشدد السادات على دوره الكبير في دعم مصر بالبترول اللازم للدولة والجيش في فترة الحرب ضد العدو الإسرائيلى.

ورحل محمد رضا بهلوي في 27 يوليو 1980، و أقام له الرئيس السادات جنازة عسكرية مهيبة من قصر عابدين وعُزف السلام الإمبراطورى الإيرانى، و قد حمل النعش ملفوف بعلم إيران فوق عربة مدفع يجرها ثمانية من الخيول العربية وشارك فيها ولى عهده رضا بهلوى الثانى والرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون  وملك اليونان السابق قسطنطين الثانى وسفراء عدة دول ودفن فى مسجد الرفاعى بنفس الغرفة التى كان مدفوناً بها والده رضا بهلوى عام 1944.

وفي كل عام تحرص زوجة الشاه الراحل إمبراطورة إيران السابقة "الشهبانو" فرح ديبا ، على زيارة قبره بمسجد الرفاعي بصحبة السيدة جيهان السادات.







عاجل