رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

عمرو الخياط يكتب: الجانب الغربي

نشر
مستقبل وطن نيوز

هناك على الجانب الغربي، على امتداد الجبهة يقف الرجال على قاعدة دولة ٣٠ يونيو الصلبة، عن كثب يتابعون الاستعراض البهلواني العسكري للمحتل التركي، كل حركة وكل خطوة مرصودة، لا زلنا في مرحلة الفقرة الاستعمارية الثابتة، والخط الأحمر معروف للجميع خطته -مصر بيديها-، ثم أعلنه الرئيس أمام العالم بأسره، وفِي انتظار أن يتجاوز المتجاوزون.

ليست معركة مستحدثة؛ بل معركه مؤجلة منذ إذاعة بيان ٣ يوليو عام ٢٠١٣، فإذا كان هناك من لم يدرك مخزون الإرادة المصرية الاستراتيجية التي صنعت هذا التاريخ، فالآن عليه أن يدرك أنه من الممكن أن يكون مقبلًا على اختيار طوعي للانتحار الإقليمي.

على امتداد الجبهة يقف حماة الغرب يطيلون النظر على مرمى البصر، قلوبهم معلقة بالمدافع، هناك قضي الأمر الذي فيه يستفتون، لكن مصر لا تعتدي أبدًا، مصر ليست صاحبة عقيدة عسكرية استعمارية، لكنها أبدًا لم ولن تكون شاهدًا صامتًا على مغامرات عثمانية قررت أن تقوم بعمليات قرصنة لنهب الثروات.
القرصان التركي الأحدب يبدو أن جانبًا من الرؤية قد حُجب عنه، لكنه أبدًا لم يغب عن بصر وبصيرة مصر، ولن يغيب عن مرمى المرابطون بطول الجبهة.

على الجبهة الغربية انتظمت الصفوف، الجميع في انتظار ساعة الصفر، والساعة آتية لا ريب فيها، وفِي الجانب الغربي حسم الرجال أمرهم، وفي وضح النهار أو حتى جنح الليل لا يتوقف النداء " حرس سلاح " بصوت مصري مبين.

لا يتوقف الصوت الدوار عند حدود الجبهة الغربية، بل إنه بقوة الإرادة المصرية يسمع كل مرابط في كل جبهة شرقًا وجنوبًا وفي أعالي البحر المتوسط، ثم يعود غير خافت إلى حيث تمامه في غرفة عمليات القيادة.

ليست الجبهات المحيطة بحدود الوطن وأعماق أمنه الاستراتيجي فحسب، بل داخل كل بيت مصري وطني جبهة، داخل هذه البيوت سيرة عطرة لشهيد أو بطل من أبطال العبور العظيم أو أبطال الاستنزاف متصلة أرواحهم بأرواح شهداء الجبهة الشرقية الذين سالت دمائهم، بينما صعدت أرواحهم إلى مراتب الشرف السماوية في مواجهة عصابات الإرهاب الإخواني وحلفائه المفتوحة لهم خزائن الخيانة القطرية والتركية.

الآن بلا ريب مصر كلها جبهة، الآن مصر كلها في انتظار ساعة الصفر وفي انتظار كلمة السر.

من حماة الغرب يصدر النداء حرس سلاح، يتجه إلى قلوب المصريين، من أعماق حناجر الرجال ومن داخل فوهات المدافع يستمر النداء حرس سلاح.
حتمًا قد وصل النداء، وحتمًا يقف على السلاح الآن من يحرسه ويحرس مصر، لا خوف اليوم قد تبين الرشد من الغي.

في الجانب الغربي؛ رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، في الجانب الغربي لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون.