مساء اليوم.. عزاء المخرج داوود عبد السيد بكنيسة مارمرقس بمصر الجديدة
تستقبل أسرة المخرج الراحل داوود عبد السيد، في السادسة من مساء اليوم، عزاءه بكنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، وذلك في قاعة يوسف النجار، بحضور أفراد عائلته ومحبيه من الوسطين الفني والثقافي.
وكانت الساحة الفنية قد ودعت منذ أيام قليلة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد، أحد أبرز رموز السينما العربية خلال العقود الأخيرة، وصاحب المشروع السينمائي ذي الطابع الفلسفي والواقعي المتفرد، وذلك بعد صراع مع المرض.
وُلد الراحل في القاهرة عام 1946، ويُعد من رواد تيار «الواقعية الجديدة» في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حيث بدأ مشواره الفني كمساعد مخرج مع كبار السينمائيين، من بينهم المخرج العالمي يوسف شاهين، قبل أن يؤسس لنفسه أسلوبًا خاصًا جمع بين العمق الإنساني والرمزية والواقع الاجتماعي.
ورغم محدودية عدد أعماله، ترك داوود عبد السيد إرثًا سينمائيًا خالدًا، إذ تحولت أفلامه إلى علامات فارقة في تاريخ السينما المصرية، من أبرزها فيلم «الكيت كات» (1991) الذي صُنف ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، إلى جانب «أرض الخوف» (2000) الذي قدم رؤية مختلفة لعلاقة الفرد بالمجتمع وعالم الجريمة.
كما ناقشت أعماله مثل «سارق الفرح» و«مواطن ومخبر وحرامي» قضايا الطبقات المهمشة والتحولات الاجتماعية، فيما جاء فيلم «رسائل البحر» (2010) كقصيدة بصرية عن العزلة والذاكرة والبحث عن الذات.
وخلال مسيرته، حصد الراحل عشرات الجوائز المحلية والدولية، أبرزها جائزة الدولة التقديرية في الفنون، قبل أن يعلن اعتزاله الإخراج في سنواته الأخيرة، مؤكدًا صعوبة التكيف مع آليات السوق السينمائي الحديث التي لا تتماشى مع رؤيته الفنية.