وفاة المخرج داوود عبد السيد عن عمر يناهز 79 عامًا
رحل عن عالمنا، منذ قليل، المخرج الكبير والسيناريست داوود عبد السيد، أحد أبرز رموز السينما المصرية والعربية، عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة بالأعمال الخالدة التي تركت أثرًا عميقًا في وجدان المشاهدين.
المخرج داوود عبد السيد من مواليد 23 نوفمبر 1946م، وحصل على بكالوريوس إخراج سينمائي من المعهد العالي للسينما عام 1967م، لم يكن ضمن طموحه في الطفولة أن يصبح مخرجًا سينمائيًا، لكنه أراد أن يكون صحفيًا.
ويُعد داوود عبد السيد واحدًا من أهم المخرجين الذين امتلكوا رؤية فنية خاصة وأسلوبًا متفردًا في تناول الواقع الإنساني والاجتماعي، حيث استطاع عبر أفلامه أن يعكس هموم الناس وتفاصيل حياتهم اليومية بعمق فلسفي وإنساني، جعل أعماله قادرة على أسر المشاهد والدخول إلى وجدانه، حتى يصعب عليه الانفصال عن عالم الفيلم بعد انتهائه.
حصل الراحل على بكالوريوس الإخراج السينمائي من المعهد العالي للسينما عام 1967، ورغم أن حلمه في الطفولة لم يكن الإخراج السينمائي، إذ كان يتطلع لأن يصبح صحفيًا، فإن شغفه بالصورة والحكاية قاده ليصبح أحد أعمدة الإبداع السينمائي في مصر.
بدأ داوود عبد السيد مشواره العملي كمساعد مخرج في عدد من الأعمال المهمة، من أبرزها فيلم «الأرض» للمخرج يوسف شاهين، و«الرجل الذي فقد ظله» لكمال الشيخ، و«أوهام الحب» لممدوح شكري. وبعدها اتجه إلى صناعة الأفلام التسجيلية الاجتماعية، مدفوعًا بشغفه برصد المدينة والإنسان، فقدم مجموعة من الأعمال التسجيلية البارزة، منها: «وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم» عام 1976، و«العمل في الحقل» عام 1979، و«عن الناس والأنبياء والفنانين» عام 1980.
وعلى مستوى السينما الروائية، ترك داوود عبد السيد بصمة لا تُنسى من خلال أفلام أصبحت علامات في تاريخ السينما المصرية، من بينها: «الصعاليك» (1985)، «البحث عن سيد مرزوق» (1991)، «الكيت كات» (1991)، «أرض الأحلام» (1993)، «أرض الخوف» (2000)، «مواطن ومخبر وحرامي» (2001)، «رسائل البحر» (2010)، و«قدرات غير عادية» (2014)، وهي أعمال امتزجت فيها الفلسفة بالواقع، وناقشت أسئلة الإنسان والحرية والخوف والبحث عن المعنى.
وفي يناير عام 2022، أعلن داوود عبد السيد اعتزاله الإخراج السينمائي بشكل نهائي، موضحًا أنه لم يعد قادرًا على التفاعل مع نوعية الأفلام التي يفضلها الجمهور في الوقت الحالي، ليختتم بذلك رحلة فنية استثنائية، ظل خلالها وفيًا لرؤيته الفنية وقيمه الإبداعية.
