رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

يوسف فخر الدين.. جان السينما المصرية الذي اختار الغياب في ذروة العطاء

نشر
يوسف فخر الدين
يوسف فخر الدين

لم يكن يوسف فخر الدين مجرد وجه وسيم يمر على شاشة السينما المصرية، بل كان حالة خاصة تجمع بين الأناقة الطاغية والحضور الهادئ، وبين حياة شخصية مثقلة بالخسارات والصمت. ويحل اليوم السبت 27 ديسمبر ذكرى وفاته، ليظل اسمه رمزًا من رموز الزمن الجميل الذين امتلكوا مقومات النجومية ثم اختاروا الغياب عن الأضواء في ذروة عطائهم.

اشتهر فخر الدين بلقب جان السينما المصرية، لما امتلكه من ملامح أوروبية وأناقة لافتة جعلته فتى أحلام جيل كامل من الفتيات، لكنه نشأ داخل أسرة صارمة، انعكس ذلك على شخصيته المتحفظة رغم حضوره الساحر أمام الكاميرا.

على الشاشة، قدم أدوار الشاب الأرستقراطي المدلل والعاشق الرومانسي، وشارك كبار نجمات عصره مثل زبيدة ثروت، نادية لطفي، وسعاد حسني، وفرض حضوره في البطولات الجماعية دون الحصول على البطولة المطلقة. أما في حياته الخاصة، فقد عانى من مآسي صامتة، أبرزها فقدان زوجته الفنانة نادية سيف النصر في حادث سيارة، ما أدى به إلى حالة اكتئاب عميقة.

بدأ مسيرته الفنية في خمسينيات القرن الماضي، وكان لشقيقته الكبرى مريم فخر الدين دور محوري في دخوله عالم السينما، بعد أن رشحته لأول أعماله "رحلة غرامية" عام 1957، لتتحول العلاقة بينهما لاحقًا إلى دعم متبادل شكل ركيزة أساسية لمسيرته.

ورغم النجاح والشهرة، اختار يوسف فخر الدين الاعتزال بهدوء والهجرة إلى اليونان بعد زواجه من سيدة يونانية، مبتعدًا عن الأضواء تمامًا، وعاش سنواته الأخيرة بعيدًا عن السينما التي منحها شبابه.

وبمفارقة تلخص مسيرة فنان عاش دائمًا بين عالمين، دُفن يوسف فخر الدين في مقابر المسيحيين بأثينا لعدم وجود مقابر للمسلمين آنذاك، ليظل اسمه خالدًا في ذاكرة السينما المصرية والزمن الجميل.