رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

قادة أوروبا يؤكدون تضامنهم مع الدنمارك بعد تهديد ترامب بضم جرينلاند

نشر
 ترامب
ترامب

أعرب عدد من القادة الأوروبيين عن تضامنهم الكامل مع الدنمارك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه ضم جزيرة جرينلاند، مبررا ذلك باعتبارات تتعلق بالأمن القومي، وهو ما أثار حالة من القلق داخل بروكسل بشأن سيادة الإقليم ومستقبله القانوني والسياسي.

وجاء التحرك الأمريكي الجديد بعد مرور عام على إعلان ترامب الأول رغبته في دمج جرينلاند ضمن الأراضي الأمريكية، حيث قام بتعيين جيف لاندري حاكم ولاية لويزيانا مبعوثا خاصا للولايات المتحدة إلى الإقليم، مؤكدا أن الهدف من هذه الخطوة يتعلق بالأمن القومي فقط وليس بالموارد الطبيعية، وذلك وفقا لما نقلته شبكة يورونيوز الأوروبية.

وقال ترامب في تصريحات أدلى بها اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تحتاج إلى جرينلاند لأسباب تتعلق بالأمن القومي وليس من أجل المعادن أو النفط، مشيرا إلى وجود سفن روسية وصينية في محيط الجزيرة، ومؤكدا أن السيطرة عليها ضرورية من أجل الحماية، كما انتقد الدنمارك متهما إياها بإهمال الإقليم، قائلا إنها لم تنفق أموالا كافية ولم توفر حماية عسكرية، مضيفا أن بلاده كانت موجودة هناك منذ قرون وستتعامل مع الأمر.

وفي المقابل، جاءت ردود الفعل الأوروبية رافضة لهذه التصريحات، حيث أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير أوروبا والشؤون الخارجية جان نويل بارو دعمهما الكامل لسيادة الدنمارك على جرينلاند، مشددين على أن جرينلاند ملك لشعبها وأن الدنمارك هي الضامن، ومعلنين تضامنهم مع الموقف الأوروبي الموحد.

كما شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على أن السلامة الإقليمية والسيادة تمثلان مبادئ أساسية في القانون الدولي، بينما أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن احترام السيادة يعد أمرا جوهريا بالنسبة للاتحاد الأوروبي وكافة دول العالم، مشيرا إلى أن الأمن في منطقة القطب الشمالي يمثل أولوية للتعاون مع الحلفاء والشركاء.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تعد فيه كل من الولايات المتحدة والدنمارك عضوين في حلف شمال الأطلسي ناتو، الذي يقوم على مبدأ الدفاع المشترك في حال تعرض أي عضو لهجوم، وهو مبدأ لم يسبق اختباره في حال نشوب نزاع بين دولتين عضوين حول أراض ذات سيادة.

ومن جانبها، اعتبرت الدنمارك في وقت سابق أن إعلان الولايات المتحدة تعيين مبعوث خاص إلى جرينلاند يمثل تصعيدا دبلوماسيا يستوجب التعامل معه بحذر وجدية، في ظل تصاعد التوتر بشأن مستقبل الإقليم الواقع في منطقة القطب الشمالي.

وقال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن، وفق ما ذكره موقع كوبنهاجن بوست، إن الخطوة الأمريكية تمثل انتقالا إلى مستوى أعلى على سلم التصعيد، مؤكدا أن بلاده تتابع التطورات عن كثب نظرا لحساسية الملف المرتبط بجرينلاند التي تتمتع بحكم ذاتي واسع ضمن مملكة الدنمارك.

وأوضح راسموسن أن كوبنهاجن شددت خلال لقاء رسمي أعقب استدعاء السفير الأمريكي لدى الدنمارك كين هاوري إلى وزارة الخارجية على أهمية احترام الأطر القائمة والسيادة الدنماركية، داعيا إلى الشفافية والتنسيق في أي تحركات تتعلق بالإقليم.

وتزامن هذا التصعيد الدبلوماسي مع مؤشرات واضحة على رفض شعبي داخل جرينلاند لأي توجه نحو الانضمام إلى الولايات المتحدة، حيث أظهر استطلاع رأي حديث أجري في شهر يناير الماضي أن 85% من سكان الجزيرة لا يرغبون في أن تصبح جرينلاند جزءا من الدنمارك ولا أيضا من الولايات المتحدة.

وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد الاهتمام الأمريكي بجرينلاند نظرا لموقعها الاستراتيجي في القطب الشمالي وما تمثله من أهمية عسكرية واقتصادية، وسط تصاعد حدة التنافس الدولي في المنطقة.

وأكدت مصادر دبلوماسية أن كوبنهاجن تسعى إلى احتواء التوتر والحفاظ على علاقات متوازنة مع واشنطن، مع التشديد في الوقت ذاته على احترام السيادة وأسس الديمقراطية في الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، حيث أكد رئيس وزراء جرينلاند ينس فريدريك نيلسن تمسك بلاده بقيمها الديمقراطية وسيادتها الوطنية ورفضه أي مساس بحق شعب جرينلاند في تقرير مصيره.

الكلمات المفتاحية: جرينلاند،الدنمارك،ترامب،الاتحاد الأوروبي،بروكسل،السيادة،الأمن القومي،القطب الشمالي،الناتو،إيمانويل ماكرون،أورسولا فون دير لاين

عاجل