رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى ميلاده.. محمد رضا مهندس البترول الذي أصبح ملك الكوميديا

نشر
محمد رضا
محمد رضا

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير محمد رضا، الذي ولد في 20 ديسمبر 1921 بمحافظة أسيوط وترك بصمة لا تُمحى في عالم الفن قبل أن يرحل عن عالمنا في 21 فبراير 1995.

 شكل رضا أيقونة كوميدية خالدة، جمع بين ذكاء الأداء وروح الدعابة الممزوجة بصدق الشخصية المصرية، وجعل من نفسه رمزًا للمعلم الخفيف الظل وفتى الشاشة الذي لا يُنسى.

من البترول إلى التمثيل


لم تكن بدايات محمد رضا توحي بأنه سيصبح أحد أعمدة الكوميديا المصرية، فقد تخرج من مدرسة الهندسة التطبيقية العليا عام 1938 وعمل في مجال هندسة البترول. غير أن شغفه بالفن كان أقوى، فاستقال من عمله وانتقل من السويس إلى القاهرة لدراسة التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج عام 1953. 

انطلق بعدها في أدوار صغيرة حتى صنع اسمه في ذاكرة السينما والمسرح من خلال أعمال مميزة مثل زقاق المدق و30 يوم في السجن والحرافيش، مجسّدًا شخصيات أبدع في أدائها وجعلها خالدة.

ابن البلد: المظهر الذي صنع نجوميته
 

رغم أن رضا كان يطمح في شبابه إلى أن يكون فتى الشاشة الأول ودنجوان السينما، إلا أن تكوينه الجسماني ونبرة صوته المميزة حصرته في قالب شخصية المعلم، التي أصبحت علامته المسجلة. برع في تقديم المعلم خفيف الظل في أفلام مثل سفاح النساء ومعبودة الجماهير، ليصبح نموذجًا لشخصية مصرية شعبية يعشقها الجمهور.

عمدة الزملكاوية وروح الدعابة


اشتهر محمد رضا بعشقه الكبير لنادي الزمالك، حتى لقب بـ عمدة الزملكاوية، وكان معروفًا بروحه الرياضية العالية ومراهناته الطريفة مع أصدقائه، وعلى رأسهم صديقه الأهلي صلاح السعدني. 

يروى أنه بعد خسارة الزمالك في إحدى المباريات دخل على أصدقائه ملفوفًا بقماش أحمر قائلاً بفكاهته المعهودة: لقد جئت بكفني على كتفي، تجسيدًا لروحه المرحة وحبه للرياضة.

مآسي شخصية وبطولات وطنية


خلف الابتسامة التي رسمها على وجوه الملايين عاش رضا آلامًا قاسية. صعد إلى المسرح ليلة وفاة والده، ودفن ابنته أميمة في ريعان شبابها وذهب في الليلة ذاتها لتقديم عرضه المسرحي احترامًا لجمهوره. لقد جسد حياة مليئة بالتضحيات والالتزام تجاه الفن، حتى أصبح مثالًا للفنان الذي يوازن بين الألم والإبداع.

الوداع الأخير في رمضان


تأثرت صحة محمد رضا بعد فقدان ابنته، ورحل عن عالمنا أثناء تصوير المسلسل الرمضاني الشهير ساكن قصادي عام 1995، مسطرًا لنفسه قصة نجاح بطلها مهندس قرر أن يصبح نجمًا خالدًا في قلوب جمهوره، تاركًا إرثًا فنيًا لا يزول وإلهامًا للأجيال القادمة.
 

عاجل