أمريكا تحذر جنوب إفريقيا من عواقب وخيمة بسبب احتجاز مسؤولين أمريكيين
حذّرت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الخميس، جنوب أفريقيا مما وصفتها بـ "عواقب وخيمة" حال فشلها في محاسبة المسؤولين عن احتجاز مسؤولين أمريكيين ونشر بيانات جوازي سفرهما، خلال عملية لإنفاذ قوانين الهجرة في مدينة جوهانسبرج.
وقالت الوزارة، في بيان شديد اللهجة أوردته صحيفة "لاتين تايمز" الأمريكية، إنها تدين بأشد العبارات تصرفات الحكومة الجنوب أفريقية، معتبرة أن الكشف العلني عن بيانات جوازات سفر مسؤولين أميركيين يمثل شكلًا غير مقبول من المضايقة، ويعرّض سلامة هذين المسؤولين للخطر.
وأضافت أن هذه الإجراءات تبدو وكأنها تهدف إلى ترهيب موظفين أمريكيين كانا يؤديان مهامهما الرسمية، مؤكدة أن واشنطن لن تتسامح مع مثل هذا السلوك.
من جانبها، قالت السلطات في جنوب إفريقيا إن الواقعة حدثت خلال مداهمة منشأة تُعنى بمعالجة طلبات لجوء لمواطنين من عرقية "الأفريكانرز"، أحفاد المستوطنين الهولنديين البيض، الراغبين في الانتقال إلى الولايات المتحدة. وأوضحت أن سبعة مواطنين كينيين كانوا يعملون في الموقع تم توقيفهم لمخالفتهم شروط تأشيراتهم السياحية عبر ممارسة العمل، قبل ترحيلهم ومنعهم من دخول البلاد لمدة خمس سنوات.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن موظفين اثنين من الحكومة الأمريكية خضعا للاستجواب لفترة وجيزة خلال العملية، قبل الإفراج عنهما لاحقًا، وفي المقابل، نفت وزارة الشؤون الداخلية في جنوب أفريقيا توقيف أي مسؤول أمريكي، لكنها أشارت إلى أن وجود مسؤولين أجانب يعملون إلى جانب أشخاص دون تصاريح قانونية أثار تساؤلات بشأن النية والبروتوكول الدبلوماسي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كرر في مناسبات عدة مزاعم عن تعرض هذه الفئة للاضطهاد، وأعطاها أولوية في برامج إعادة التوطين، وهي ادعاءات نفتها حكومة جنوب أفريقيا ومنظمات المجتمع المدني، ورفضتها تحقيقات مستقلة.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تدهور متواصل في العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، حيث قامت واشنطن بتجميد مساعدات، وطردت السفير الجنوب أفريقي، كما أكدت هذا الأسبوع عدم توجيه دعوة لجنوب أفريقيا لحضور الاجتماع التحضيري الأول لقمة مجموعة العشرين المقررة العام المقبل، في سابقة هي الأولى من نوعها.