المؤسسات الدينية تجتمع لمواجهة خطاب الكراهية والعنف| صور
نظَّم منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية اليوم الأربعاء مؤتمر «معًا لمواجهة خطاب الكراهية».
جاء ذلك بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار (كايسيد)، وبمشاركة رفيعة المستوى من القيادات الدينية والفكرية والإعلامية.
مناقشة ظاهرة خطاب الكراهية
تضمّن المؤتمر جلسة افتتاحية، أعقبتها ثلاث مجموعات عمل متوازية ناقشت ظاهرة خطاب الكراهية من خلال محاور التعليم، والإعلام والدراما، والتشريعات والقوانين، بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين.

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية
شارك في فعاليات المؤتمر الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، والأنبا ميخائيل، أسقف حلوان والمعصرة و15 مايو، ممثلا عن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إلى جانب ج وسيم حداد، مدير برامج المنطقة العربية بمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار (كايسيد)، ولفبف من العلماء والمفكرين والصحفيين والإعلاميين والشخصيات العامة.
وقال الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية إنه في عالم تتصارع فيه الأزمات وتتعاظم فيه آثار التطرف تصبح مسئولية الكلمة الصادقة والوعي المستنير ضرورة اخلاقية.
توصيات دار الإفتاء لمواجهة خطاب الكراهية
وأكد الدكتور نظير عياد على بعض المرتكزات والتوصيات التي وضعتها دار الإفتاء المصرية لمواجهة خطاب الكراهية والعنف جاءت كالتالي:
- ضرورة ترسيخ الوعي المجتمعي بخطورة خطابات الكراهة وآثارها المدمرة على السلم الاجتماعي وذلك من خلال برامج مستدامة تشارك فيها المؤسسات على اختلافها بلغة الواقع وبأسلوبه وأدواته وبدعم من مؤسسات الدولة.
- أهمية احياء قنوات الحوار والتواصل الانساني بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة على اساس مشترك من القيم الإنسانية بما يرسخ ثقافة التعايش واحترام الناس جميعا ويحمي المجتمعات من الانزلاق إلى دوائر الصراع.
- التعامل مع التطرف بنوعيه الديني واللاديني بوصفه خطر مركب لايبادر بالحلول الأمنية وحدها ولا بالمعالجات الفكرية المنعزلة عن الواقع بل من خلال التعامل المؤسس على رؤية متكاملة تتجاوب وتتشارك فيها مؤسسات الدولة إلى جانب المؤسسات الدينية.
- ضرورة الافادة من الحضور الرقمي الرشيد للمؤسسات الدينية والفكرية التي تقدم خطاب متوازن رشيد بلغة العصر ويواجه الكراهة بالحجة والبرهان.
- تمكين المؤسسات الأكاديمية والإعلامية من دراسة ظاهرة الكراهية والعمل على تحليل أسبابها من خلال صياغة لجملة من المعالجات الواقعية.
- التأكيد على مبدأ الكرامة الإنسانية وحق الانسان في الاعتقاد والعبادة دون خوف أو اقصاء في إطار تتأكد معه رحمة الأديان وقدرتها على قيادة بني الانسان والوصول إلى البناء الحضاري.

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية
على صعيد متصل قال الأنبا ميخائيل، أسقف حلوان والمعصرة و15 مايو،إنه رغم التقدم العلمي المذهل، أصبحت الكراهية أكثر حضورًا في الواقع اليومي، حتى باتت الحرية في بعض الأحيان تُستخدم كمبرر لارتكاب جرائم داخل الأسرة الواحدة.
وأضاف الأنبا ميخائيل أن ماسبق يستدعي وقفة جادة لمراجعة المفاهيم وإعادة تصويب البوصلة الأخلاقية.
وأكد الأنبا ميخائيل أن الله جعل الإنسان يعيش في هذا العالم وهو محاط بمسؤولية إنسانية وأخلاقية، تفرض عليه أن يكون عنصر بناء ومحبة .
«المحبة لا تسقط أبدًا» منهج البابا تواضروس في الحياة
ولفت إلى أن البابا تواضروس منهجه في الحياة"المحبة لا تسقط ابدا"، باعتبار المحبة الأساس الحقيقي لبناء الإنسان والمجتمع.
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وحب مصر
واختتم الأنبا ميخائيل كلمته بالتأكيد على محبته لوطننا مصر، متمنيا أن يحقق المؤتمر أهدافه المرجوة، وأن يسهم في بناء مجتمع يسوده السلام والمحبة، قائلًا: «تحيا مصرنا الحبيبة، برئاسة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبصلوات قداسة البابا تواضروس الثاني».
التحديات التي تهدد السلم المجتمعي
وأكد الدكتور القس أندريه زكي، في كلمته، أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي انطلاقًا من إيمان راسخ بأن خطاب الكراهية يمثل أحد أخطر التحديات التي تهدد السلم المجتمعي.
وشدد على أن المواجهة مسئولية جماعية تتطلب تكامل أدوار المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية والتشريعية، والعمل المشترك من أجل ترسيخ ثقافة الحوار وقبول الآخر، وصون قيم المواطنة والتعددية.

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية
كذلك أكد وسيم حداد، مدير برامج المنطقة العربية بمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار (كايسيد)، الدور المحوري للمؤسسات الدينية في توجيه المجتمعات، ونشر قيم التسامح واحترام التنوع الديني والفكري، بما يعزز التماسك الاجتماعي ويوفر بيئة أكثر استقرارًا للجميع.

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية

مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية
وفي الجلسة الختامية، التي شاركت فيها سميرة لوقا، رئيس قطاع الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، والدكتورة نيفين مسعد، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة، تم استعراض أبرز نتائج جلسات العمل، والتأكيد على التوصيات الصادرة عن المؤتمر.
توصيات مؤتمر معًا لمواجهة خطاب الكراهية والعنف
وقد جاءت أبرز التوصيات في المؤتمر كالتالي:
مجال التعليم
- التأكيد على دور المؤسسات التعليمية في ترسيخ قيم المواطنة والحوار والتسامح والعيش المشترك، واحترام التنوع الديني والثقافي.
- تطوير المناهج ومختلف الأنشطة التعليمية بما يعزز التفكير النقدي ويرفض التعصب والتمييز والإقصاء.
- تدريب المُعلمين على التعامل التربوي الواعي مع قضايا الاختلاف واحترام الآخر وقبول التعددية والتنوع.
مجال الإعلام
- دعوة الصحفيين والإعلاميين إلى الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية في تناول القضايا الدينية والمجتمعية.
- مواجهة المحتوى الإعلامي المحرض على الكراهية أو التمييز، خاصة عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي.
- تشجيع إنتاج محتوى إعلامي إيجابي يعزز ثقافة الحوار والتفاهم والتنوع بين أبناء الوطن الواحد.
المجال القانوني
- التأكيد على أهمية تفعيل التشريعات والقوانين التي تجرّم خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتمييز.
- دعم التعاون بين المؤسسات الدينية والقانونية لنشر الوعي القانوني بخطورة خطاب الكراهية وآثاره.
- الدعوة إلى آليات واضحة لرصد ومواجهة هذه الظاهرة في إطار سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.
وفي ختام المؤتمر، شدّد المشاركون على أن مواجهة خطاب الكراهية إنما هي مسؤولية جماعية تتطلب تكامل أدوار المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والفنية والرياضية والإعلامية والتشريعية، والعمل المشترك من أجل حماية السلم المجتمعي وتعزيز قيم المواطنة والحوار والتساح وغيرها من القيم الإنسانية النبيلة.
كما أكد الحضور على أهمية وضرورة استمرار التعاون بين الجهات المنظّمة، وتبّني مبادرات عملية وبرامج توعوية تُسهم في بناء مجتمع يقوم على الاحترام المتبادل، ويرفض كل أشكال الكراهية والتمييز والتعصب والعنف، من أجل حاضر أفضل ومستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة