رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ألمانيا تستعد لإغلاق مجالها الجوي في حال هجوم محتمل وتعزز قدراتها الدفاعية لمواجهة الطائرات المسيرة

نشر
مستقبل وطن نيوز

أعلنت شركة خدمات الملاحة الجوية الألمانية الرئيسية (DFS) أن المجال الجوي الألماني يعد من أكثر المجالات ازدحامًا في العالم، وسيتعين إغلاقه في حال وقوع هجوم على البلاد أو على أي حليف آخر في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال "أرندت شونمان" الرئيس والمدير التنفيذي للشركة المسئولة عن الإشراف على المجال الجوي الألماني - في حوار خاص مع شبكة "يورونيوز" الإخبارية اليوم الأربعاء، إن ألمانيا تعد خططا لتجهيز مجالها الجوي بسرعة تحسبا لأي طارئ دفاعي، محذرا من أن شركات الطيران والمطارات لا تزال غير مدركة تماما لاحتمالية وقوع مثل هذا الهجوم.

وأضاف "نعمل حاليا مع وزارتي الدفاع والنقل في البلاد على وضع قائمة بالمتطلبات اللازمة للاستعداد لأي سيناريو دفاعي".. مشيرا إلى أن "هناك ثلاثة مستويات للدفاع. المستوى الأول هو عند وجود تهديد واحد فقط. المستوى الثاني هو ما تنص عليه المادة 5 من حلف الناتو، والمستوى الثالث هو الدفاع الوطني".

وأوضح أنه "في هذه الحالات الثلاث، نضع متطلبات مختلفة ونحن ملزمون بتلبيتها وفقا لخطة رئيسية واضحة".

وبعد عقود من نقص الاستثمار، تضاعف ألمانيا الآن إنفاقها الدفاعي بشكل كبير سعيا منها لتصبح القوة العسكرية الأقوى في أوروبا.

وجاء قرار برلين ردا على نية روسيا شن عملية عسكرية على أوكرانيا عام 2022، وتحذيرات من جهاز استخباراتها من احتمال اختبار موسكو للمادة الخامسة من حلف الناتو بمهاجمة إحدى الدول الأعضاء قبل نهاية العقد.

وفي غضون ذلك، اعتمد الحلف خططا دفاعية إقليمية لضمان سرعة انتشار القوات المتحالفة في حال وقوع هجوم، بينما قدم الاتحاد الأوروبي عدة حزم تهدف إلى تعزيز إنتاج وشراء المعدات الدفاعية وتسهيل الحركة العسكرية بين جميع الدول الأعضاء الـ 27.

ويعد المجال الجوي الألماني من أكثر المجالات ازدحاما في العالم، حيث يشهد نحو 3 ملايين رحلة جوية في أوقات الذروة، أي ما يصل إلى 10 آلاف رحلة يوميا. وتتولى شركة خدمات الملاحة الجوية الألمانية الرئيسية (DFS)، وهي شركة مملوكة للدولة، إدارة المجال الجوي للبلاد.

وصرح "شونمان" بأن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الشركة تتمثل في أن العديد من الجهات المدنية المعنية والمشغلين غير مدركين لاحتمالية الحاجة إلى إعادة تعريف المجال الجوي مؤقتًا لاستيعاب العمليات العسكرية.

وأضاف "لا تتخيل شركات الطيران والشركات المدنية والمطارات إمكانية دخولنا في سيناريو وجود أنشطة عسكرية في البلاد؛ هذا أمرٌ نحتاج إلى العمل عليه، لكي يكونوا على دراية تامة بما سيحدث في حال إغلاق المجال الجوي، وما إلى ذلك".

وتعقد الشركة - حاليا - جلسات إعلامية لشرح الإجراءات التي يمكن اتخاذها...ويمثل التحدي الآخر في تمويل التكنولوجيا اللازمة لضمان سلاسة العمليات.

وقال "شونمان "نعمل حاليا على تجديد أنظمة الرادار لدينا للعشر سنوات القادمة، ومن وجهة نظري، يمكن تمويل جزء من هذا التجديد جزئيا من خلال برنامج التنقل العسكري، إذ يضمن ذلك انسيابية حركة القوات العسكرية بأمان".. مشيراً إلى صناديق الاتحاد الأوروبي المخصصة لتعزيز الجاهزية الدفاعية قبل عام 2030.

وقد اقترحت المفوضية الأوروبية برنامج قروض دفاعية بقيمة 150 مليار يورو، يعرف باسم "SAFE"، والذي يمكن للدول الأعضاء الاستفادة منه للاستثمار في مجالات ذات أولوية مثل الدفاع الجوي والتنقل العسكري.

وبالتوازي مع ذلك، اقترحت زيادة الحصة المخصصة للدفاع والفضاء في ميزانية الاتحاد الأوروبي للسنوات السبع القادمة، والتي تبدأ في عام 2028، إلى أكثر من 130 مليار يورو، يضاف إليها 17 مليار يورو لمشاريع التنقل العسكري - أي بزيادة قدرها خمسة أضعاف وعشرة أضعاف على التوالي.
ويعد تصاعد الهجمات الهجينة، ولا سيما اختراقات الطائرات المسيرة، تطورا جيوسياسيا آخر يؤثر على أنشطة القوات المسلحة.

وبحلول نهاية شهر أكتوبر من هذا العام، تم الإبلاغ عن أكثر من 190 حالة رصد لطائرات مسيرة بالقرب من المطارات الألمانية، متجاوزة بذلك إجمالي الحوادث المسجلة لعام 2024 والبالغة 143 حادثة.

واضطر مطار ميونخ إلى تعليق عملياته مؤقتا مرتين خلال يومين في مطلع شهر أكتوبر الماضي بسبب رصد طائرات مسيرة، كما اضطر مطار برلين براندنبورج إلى تعليق الرحلات الجوية لمدة ساعتين في وقت لاحق من الشهر نفسه بعد أن أبلغ أحد الشهود عن رصد طائرة مسيرة.
وطورت الشركة منصة تمكن المستخدمين من معرفة المناطق الآمنة لتحليق طائراتهم المسيرة في جميع أنحاء ألمانيا، وتعمل حاليا على شراكة لإخضاع حركة الطائرات المسيّرة لإدارة الحركة الجوية.

وتابع شونمان: إن "مشكلة الطائرات المسيرة غير المتعاونة تكمن في أنها مزودة ببرمجيات وأجهزة معدلة، مما يجعل من المستحيل رصدها باستخدام الأنظمة القياسية".

واختتم "إننا بحاجة إلى توحيد خدمات الشبكة، وتوحيد صور المجال الجوي وتوحيد القدرات الدفاعية، بما في ذلك التشويش أو غيره من وسائل الدفاع ضد الطائرات المسيرة"، إلا أنه رفض أي اقتراح بإسقاط الطائرات بدون طيار بالقرب من المطارات، معلنا أن ذلك قد يعرض الرحلات الجوية للخطر أثناء انتظارها تصريح الهبوط.

عاجل