إياتا: تعافٍ تدريجي للطيران العالمي بعد فترة تحديات اقتصادية

رسمت ماري أوينز تومسون، نائب رئيس أول الاستدامة وكبيرة الاقتصاديين في الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، صورة شاملة وواقعية لمستقبل الصناعة خلال كلمتها في يوم الإعلام العالمي لـ«إياتا» بجنيف، مؤكدة أن السنوات المقبلة ستكون مزيجًا من الضغوط الشديدة والآفاق الإيجابية.

أشارت تومسون إلى أن الاقتصاد العالمي سيواصل تباطؤه حتى منتصف 2025، لكنه سيبدأ في التعافي الحقيقي من النصف الثاني من 2026 ليقترب من 3.5%، مما سيمنح الطيران دفعة قوية في الطلب على الركاب والشحن بعد فترة صعبة امتدت من 2022 إلى 2025.

وعلى صعيد الركاب، سجلت معدلات الإشغال أرقامًا تاريخية تجاوزت 83.8% في 2024 وستظل فوق 83% في 2025 و2026، مدفوعة بالطلب القوي ونقص السعة الناتج عن تأخر تسليم الطائرات، مما يدعم الربحية لكنه يزيد الضغط على العمليات والمطارات وتجربة المسافرين.

أما الشحن الجوي فلا يزال المنقذ الأكبر للأرباح، إذ يحقق نموًا قويًا رغم التباطؤ الاقتصادي، لكن ميزته السعرية تتآكل بسرعة أمام الشحن البحري، حيث انخفض متوسط العائد لكل كيلوجرام من أكثر من 3.5 دولار في 2021 إلى أقل من 2 دولار حاليًا، وتقلصت الفجوة السعرية من 25 مرة إلى أقل من 10 مرات وستنخفض أكثر في 2025.

وفي الوقت نفسه، تتقلص سعة الشحن الجوي بسرعة قياسية مع تقاعد أكثر من 600 طائرة شحن وتسليم 250-300 فقط وتراجع التحويلات، مما سيؤدي إلى انخفاض صافٍ في الأسطول خلال 2024 و2025 لأول مرة منذ عقود.

وكشفت تومسون عن توقعات الأرباح الصافية لكل راكب في 2026، حيث ستبلغ 7.9 دولار عالميًا، مع تفاوت كبير بين المناطق: الشرق الأوسط في الصدارة بـ28.6 دولار، يليه أوروبا بـ10.9 دولار، أميركا الشمالية 9.8 دولار، أميركا اللاتينية 5.7 دولار، آسيا والمحيط الهادئ 3.2 دولار، وأفريقيا 1.3 دولار فقط. وفي 2025 ستبلغ الأرباح الصافية 7.9 دولار أيضًا، مما يعكس استقرارًا نسبيًا رغم التحديات.