رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مائدة مستديرة لمكرمي الدورة العاشرة بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي

نشر
مهرجان شرم الشيخ
مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي

أقام مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، مساء الأربعاء، مائدة مستديرة لمكرمي الدورة العاشرة، وأدارها الكاتب والمخرج جمال عبد الناصر، بحضور رئيس المهرجان الفنان مازن الغرباوي. 
واستهل الفنان مازن الغرباوي، الندوة بكلمة أعرب فيها عن اعتزازه بالمكرمين هذا العام، قائلا: "نحن سعداء وفخورون بضيوف الدورة العاشرة، موضحا حيثيات الاختيار للتكريم بالمهرجان، والمعايير التي على أساسها يتم انتقاء المكرمين من مصر ومختلف دول العالم، وأهمها المشروع المسرحي والتأثير بالتجربة.
من جانبه، وجه المخرج جمال عبد الناصر حديثه للحضور، مشيرا إلى أن كل مكرّم سيقدم كلمة عن تجربته الفنية والعملية، وأبرز التحديات التي واجهته في مسيرته منذ بدايتها وحتى اليوم.
وأضاف المخرج جمال عبد الناصر: "نقف اليوم في لحظة تقدير وعرفان، لنسلط الضوء على مجموعة من القامة المسرحية، وبجوارهم مواهب شابة استطاعت أن تجد لنفسها، وبفنها مكانا على الساحة الفنية، وهؤلاء المبدعون من أجيال وأعمار مختلفة، ويمثلون مدارس فنية عريقة من مختلف دول العالم، لم يكتفوا بتقديم فنهم على خشبة المسرح فقط، بل كانوا منارات تضيء الطريق للأجيال الشابة، ومصدرا للإلهام لا ينضب.
وشهدت الندوة مشاركة المخرج والكاتب الفرنسي هارولد ديفيد، أحد أهم رموز المسرح والأدب في فرنسا. وقدم ديفيد مداخلة أعرب خلالها عن تقديره لإدارة المهرجان، موجها الشكر إلى رئيسه مازن الغرباوي.
وكشف ديفيد عن أرقام لافتة تخص مهرجان أفينيون، لافتا إلى أن دورته القادمة تشهد مشاركة أكثر من 250 مسرحيا و150عرضا، بالإضافة إلى بيع أكثر من 160 ألف تذكرة، مشيرا إلى أن الفعاليات تشمل عروضا مسرحية ورقص وأخرى فنية مسرحية متنوعة، وبمشاركة فئات عمرية وخلفيات مختلفة.
وأضاف ديفيد أن المهرجان في أفينيون يستقطب ما يقرب من 2000 مشارك من مختلف دول العالم، لافتا إلى أن أبوابه مفتوحة للمخرجين والمصورين وصناع الفيديو والمنتجين، مما يجعل منه منصة عالمية للقاء وتبادل الخبرات.
وأشار خلال حديثه إلى أن الثقافة لا تؤثر فقط في اقتصاد الدولة، بل تساهم بشكل ملموس في تنشيطه، مستشهدا بمدينة أفينيون التي تعد من المناطق الأقل حظا اقتصاديا في فرنسا، إلا أنها تنتعش بقوة خلال فترة المهرجان.
وأكد هارولد ديفيد أن مشاركته في مهرجان شرم الشيخ هذا العام تمثل خطوة مهمة لتعزيز الحركة المسرحية الدولية، منوها إلى أنه يفضل الحديث عن قيمة المهرجان وتأثيره الدولي أكثر من الحديث عن نفسه.
وأضاف أنه كان يشغل منصب المدير الفني لمهرجان أفينيون، قبل أن تتم ترقيته مؤخرا إلى منصب CEO، لافتا إلى أن رحلته الفنية بدأت قبل 25 عاما كاتبا ومؤلفا ومخرجا، وكانت أولى مشاركاته في مهرجان أفينيون عام 1990.
وفي ختام كلمته، أكد هارولد ديفيد أن تواجده في شرم الشيخ يعزز العلاقات الثقافية الدولية، ويخلق جسور تعاون جديدة بين المسرحيين حول العالم.
واستكملت المائدة المستديرة الخاصة بمكرمي مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، فعالياتها بمشاركة نخبة جديدة من المبدعين من كوريا ومصر وسلطنة عمان، حيث قدم كل منهم رؤى حول تجاربه ومسيرته الفنية.
وتحدث جون وونج سون، عضو مجلس إدارة "دايجون" ورئيس مهرجان دايجون الدولي للمسرح، عن واقع الحركة المسرحية في بلاده، موضحا أن كوريا رغم انقسامها جغرافيا إلى كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية إلا أنها تضم 16 مهرجانا مسرحيا.
وأعرب جون وونج سون عن طموحه في أن يصل مهرجانه إلى شهرة وتأثير مهرجان أفينيون العالمي، منوها إلى أن مهرجان دايجون يفتح أبوابه أمام جميع الراغبين في المشاركة من مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن الفنان مازن الغرباوي يعد من أكبر الداعمين للمهرجان، كما لفت إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح "لغة العصر"، لكنه شدد على أنه لا يمكن أن يحلّ محل جسد الممثل أو حضوره الحي، خصوصا في عروض المونودراما الكورية التي تعتمد على حضور الفرد وحده على الخشبة.
من جهته، استعرض الفنان المصري محمد رضوان، مسيرته الفنية، مشيرا إلى أنه بدأ طريقه بعد تخرجه في كلية الآداب قسم تاريخ وبعد مشاركته بمسرح الجامعة ، حيث نصحه الجميع بالتوجه إلى التمثيل، والتحق بقسم التمثيل والإخراج، ثم انضم إلى فرقة الفنان محمد صبحي، ليعمل بعدها في المسرح القومي ويشارك في أعمال تلفزيونية ناجحة أبرزها شخصية كارمن مع محمد صبحي، ومسرحية " زكي في الوزارة " مع المخرج عصام السيد، وغيرها من الأعمال المسرحية . 
وكشف رضوان أن أول تكريم له في المسرح جاء من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، لافتا إلى أن الارتجال من أصعب أشكال الأداء المسرحي، موضحا أن "الفنان يرتجل من خلال الشخصية المكتوبة وليس من ذاته الشخصية".
ومن سلطنة عمان، تحدث الدكتور عبد الكريم جواد اللواتي عن بداياته، موضحا أنه ينتمي إلى الجيل الذي أسس المسرح العماني المعاصر، في وقت لم يكن المسرح معروفا أو معترفا بأولوياته داخل المجتمع. وقال الدكتور عبد الكريم جواد اللواتي:"إنني اخترت دراسة المسرح رغم عدم معرفة المجتمع به، وكنت دائما أؤمن بأن المسرح فن الإنسانية والمحبة".
وأضاف اللواتي أنه بفضل دعم المحيطين به استطاع أن يشق طريقه، لافتا إلى أنه بدأ بحلم إخراج مسرحية من فصل واحد، لكنه استطاع لاحقا إخراج أكثر من 20 مسرحية، وكتب العديد من النصوص المسرحية، وأصدر كتبًا مهمة في المجال. كما أعرب عن فخره بالحصول على درجة الدكتوراه وتدريس الأجيال الجديدة.
واستشهد بعدد من أعماله المسرحية التي حملت رؤى استشرافية، منها مسرحية "السفينة ما زالت واقفة" التي تنبأت بأزمات كبرى، ومسرحية "عائد من الزمن الآن" عام 1999 التي توقعت هيمنة التكنولوجيا على الحياة، وهو ما نعيشه اليوم. وأشار إلى أنه حظي بتكريمات عديدة داخل سلطنة عمان، وهو عضو في مجلس الدولة، فضلًا عن دوره في المسرح الوطني العماني.
وأكد اللواتي أن الحركة المسرحية في عمان تشهد نشاطا واسعا حاليا، مع إقامة عدد كبير من المهرجانات، متطلعا إلى الارتقاء بها من مستوى الهواة إلى الاحتراف الكامل.
وأعرب الفنان القطري حمد عبد الرضا، المكرّم في الدورة العاشرة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، عن بالغ تقديره للمخرج مازن الغرباوي رئيس المهرجان، مؤكدا أن هذا التكريم يحمل قيمة معنوية كبيرة له، لأنه يأتي من مهرجان يهتم بالشباب ويحتضن طاقاتهم الإبداعية.
وقال عبد الرضا: إن المهرجانات الشبابية هي فضاء الإبداع الحقيقي، ومنها تنطلق بدايات كل فنان، وهذا التكريم بالنسبة لي ليس مجرد شهادة تقدير، بل مسؤولية ورسالة مستقبلية تجاه الأجيال الجديدة."
واستعرض عبد الرضا بداياته التي انطلقت من المسرح المدرسي، موضحا أن معظم نجوم المسرح في قطر خرجوا من هذه التجربة، وأن التأسيس الحقيقي للحركة المسرحية القطرية جاء على يد أساتذة مصريين تركوا بصمة واضحة في بناء قاعدة فنية راسخة.
وأشار إلى أن المسرح القطري في منتصف الستينيات كان يعتمد على الارتجال والاسكتشات الخفيفة، حيث لم يكن يسمح آنذاك بمشاركة المرأة على الخشبة، قبل أن تتطور الحركة المسرحية لاحقا ليصبح حضور العنصر النسائي جزءا أساسيا إلى جانب تنوع المهرجانات والعروض من التمثيل إلى اكتشاف المواهب. وأوضح عبد الرضا أنه اتخذ قرارا بترك التمثيل للتفرغ لاكتشاف المواهب الشابة، معتبرًا هذا الدور بالغ الأهمية قائلا: "الشباب هم أمل المستقبل، وواجبنا أن نمنحهم المساحة والفرصة لكي يعبروا عن أنفسهم ويقدموا إبداعهم.
وتحدث عن فرقة قطر المسرحية التي تأسست عام 1972 والتي رافقها طوال أكثر من 32 عاما، مشيرا إلى أن قطر تضم اليوم عددا كبيرا من الفرق المسرحية التي شاركت في مهرجانات دولية عديدة، مما أتاح لهم التعرف على مديري المهرجانات والتواصل مع ثقافات مختلفة، ووصف مشاركاتهم في مهرجانات تركيا واليونان وجورجيا بأنها فرص ذهبية لتبادل الخبرات المسرحية.
وأكد أن قطر تحرص على الاحتفاء سنويا بـ يوم المسرح العالمي، باعتباره مناسبة مهمة تؤكد قيم المسرح الإنسانية الرفيعة وتعيد تسليط الضوء على رسالته ودوره في المجتمع.
وفي ختام كلمته، شدد حمد عبد الرضا على ضرورة الاستمرار في احتضان ودعم الشباب، قائلا: "إن الشباب هم الأمل الحقيقي للمستقبل، ومسؤوليتنا أن نساندهم ونمنحهم الثقة والطريق المفتوح نحو الإبداع."
من جانبها، كشفت الفنانة المصرية الألمانية تقى الفوال عن رحلتها الفنية التي انطلقت من مدينة طنطا، حيث عاشت طفولتها حتى سن العاشرة قبل أن تهاجر مع أسرتها إلى ألمانيا، موضحة أنها لم تكن تفكر في التمثيل أو تحلم بالعمل في الفن، إلى أن تلقت رسالة من صديقة تخبرها بأن جهة إنتاج تبحث عن ممثلة محجبة، لتقرر خوض التجربة.
وأشارت تقى إلى أنها تقدمت للاختبار دون توقعات كبيرة، لكنها نجحت في الدور الذي أصبح جزءا من أشهر فيلم فرنسي عُرض عالميًا، وهو العمل الذي فتح أمامها أبواب الشهرة، وفي عام 2020، حصلت تقى الفوال على أكبر جائزة تمثيل في ألمانيا كأفضل ممثلة محجبة، مؤكدة أن التكريم جاء دون أي واسطة أو تدخل، ليشكل نقطة تحول في مسيرتها، ومنذ ذلك الحين، شاركت في أكثر من 20 فيلما ألمانيا، لتصبح واحدة من أبرز الوجوه العربية الشابة في السينما الأوروبية.
وأعربت تقى عن سعادتها بأن يكون أول ظهور وتكريم رسمي لها في مصر من خلال مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، مؤكدة أن هذا الحدث يمثل لها الكثير على المستوى الإنساني والفني.
واختتمت حديثها قائلة:"الفن هو معنى الإنسانية والحب، ودورنا كفنانين أن نعبر عن هذه القيم ونقدم صورة حضارية للآخر".
 

عاجل