رحلة الأسطورة دييجو مارادونا ومحطات الجدل في ذكرى وفاته
يستحضر العالم الرياضي اليوم ذكرى وفاة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية، دييجو مارادونا، الذي غادر عالمنا عن عمر يناهز 60 عامًا.
ويأتي تذكر مسيرته الملهمة، التي جعلته أحد أبرز اللاعبين في التاريخ، في ظل استمرار التحقيقات التي فتحتها السلطات الأرجنتينية بشأن الخطأ الطبي الذي يُعتقد أنه تسبب في وفاته.
الانطلاقة الأرجنتينية والتوهج الأوروبي
بدأت رحلة مارادونا الاحترافية عام 1976 مع فريق أرجنتينوس جونيورز، حيث لفت أنظار كبار الأندية الأرجنتينية بمهاراته الفذة.
بوكا جونيورز (1981): انتقل إلى العملاق الأرجنتيني ولعب معه موسمًا واحدًا، كان كافيًا لإثارة اهتمام الأندية الأوروبية.
برشلونة الإسباني (1982):
كانت هذه أولى محطاته الاحترافية خارج الأرجنتين.
لعب مارادونا 49 مباراة، سجل خلالها 33 هدفًا وصنع 18، لكن كثرة المشاكل التي واجهها عجلت برحيله عن صفوف النادي الكتالوني.
مجد نابولي والتتويج بكأس العالم (1984 - 1992)
تعتبر الفترة التي قضاها مارادونا في نادي نابولي الإيطالي هي المحطة الأعظم في مسيرته.
نابولي (1984):
انضم صانع الألعاب الأرجنتيني إلى نابولي وقاد فريق الجنوب إلى حصد الألقاب المحلية، محولاً النادي إلى قوة كروية.
الإحصائيات: لعب 257 مباراة بجميع البطولات، وسجل 115 هدفًا وصنع 33 هدفًا.
الإنجاز التاريخي:
توج مارادونا مسيرته الأسطورية بقيادة منتخب الأرجنتين لتحقيق لقب كأس العالم 1986 في المكسيك، محفورًا اسمه بأحرف من ذهب في ذاكرة الجماهير العالمية.
نهاية الرحلة الاحترافية والعودة للوطن
بعد نابولي، شهدت مسيرة مارادونا محطات قصيرة قبل الاعتزال النهائي:
إشبيلية الإسباني (1992-1993):
عاد إلى إسبانيا وخاض موسمًا واحدًا مع إشبيلية، لعب خلاله 27 مباراة وسجل خمسة أهداف.
أولد بويز (موسم واحد): فاجأ الجميع بالعودة إلى الأرجنتين والانضمام إلى أولد بويز.
الاعتزال مع بوكا:
اختار نادي بوكا جونيورز ليكون مسك ختام مسيرته الكروية، حيث علق حذاءه بشكل نهائي عام 1997.
فضيحة مونديال 1994: اللقطة التي لا تُنسى
تبقى بطولة كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية هي المحطة الأكثر مرارة وإثارة للجدل في مسيرة مارادونا الدولية.
الهدف الأخير والمشهد الغريب:
سجل مارادونا هدفه الدولي الأخير ضد نيجيريا، لكن مشهد اقتراب الممرضة منه واقتياده لفحص المنشطات أصبح رمزًا لتلك الفترة.
نتيجة الاختبار والعزل:
جاءت نتائج اختبار مارادونا موجبة لمادة الإيفيدرين المحظورة.
رد مارادونا:
أُقصي الأسطورة من المونديال، وخرج لاحقاً باكياً ومؤكداً أنه تعرض للخداع والظلم.
وفي تصريحات صحفية لاحقة (2013)، أكد أن المادة كانت تستخدم لعلاج أمراض البرد وتُباع في أمريكا "مثل الحلوى"، وانتقد تخلي الجهازين الفني والطبي للمنتخب عنه، مشيرًا إلى أن علاقته بـ"فيفا" ساءت بشكل نهائي بسبب هذا الحادث.