الحكومة الفرنسية تطالب المواطنين بتأمين مخزون الماء والطعام والدواء تحسبًا لاندلاع صراع مع روسيا
أصدرت الحكومة توجيهات واضحة تطلب من المواطنين تأمين مخزون من الماء والطعام والدواء والأدوات الأساسية باعتبارها جزءا من خطة طوارئ وطنية تهدف إلى رفع مستوى الجاهزية المجتمعية في حال اندلاع صراع مع روسيا.
شددت هذه التوجيهات على ضرورة توفير ستة لترات من الماء لكل فرد إلى جانب الطعام المعلّب والأدوية الأساسية وراديو يعمل بالبطاريات ومصباح يدوي ومواد للتسلية مثل الكتب والألعاب للحفاظ على قدر من الاستقرار النفسي خلال الظروف الحرجة.
خطاب عسكري ومخاوف من خسائر بشرية
تزامنت هذه الدعوات مع تصريحات بارزة لقائد أركان الجيش الفرنسي فابيان ماندون الذي دعا الفرنسيين إلى الاستعداد لتحمّل خسائر في حال اندلاع صراع واسع في أوروبا.
أثارت هذه التصريحات موجة انتقادات من أحزاب المعارضة التي اعتبرتها مؤشرا على استعداد حكومي لخوض حرب محتملة ضد روسيا.
في المقابل أكدت وزيرة الدفاع كاثرين فوتريان أن كلام ماندون جرى إخراجه من سياقه لخدمة اعتبارات سياسية، موضحة أن الهدف الحقيقي هو تعزيز الوعي الوطني وليس الدفع نحو إرسال الأبناء إلى ساحات القتال، معتبرة أن الروح الدفاعية الجماعية عنصر لا غنى عنه لصمود أي دولة في أوقات الأزمات.
وتتوافق هذه الرسائل مع توجهات حكومية يقودها الرئيس إيمانويل ماكرون وتشمل إطلاق خدمة عسكرية تطوعية تهدف إلى تعزيز مستوى الجهوزية الوطنية لمواجهة التهديدات الخارجية والكوارث الطبيعية والأزمات الصحية.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن رؤية أوضحها التقرير الاستراتيجي الوطني الفرنسي لعام 2025 الذي يشير إلى ضرورة الاستعداد لاحتمال تدخل عسكري كبير وعالي الكثافة في أوروبا بين عامي 2027 و2030 مؤكدا أن أي هجوم روسي على دولة عضو في حلف الناتو سيستدعي مشاركة فرنسية التزاما بالمادة الخامسة من معاهدة واشنطن.
