في ذكرى رحيلها.. خيرية أحمد ضحكة لا تغيب وذاكرة فنية لا يطويها الزمن
تحل اليوم ذكرى رحيل واحدة من ألمع نجمات الكوميديا في تاريخ الدراما المصرية، الفنانة خيرية أحمد، حيث رحلت في مثل هذا اليوم من عام 2011.
خيرية أحمد تكلك السيدة استطاعت بخفة ظلها وبراعتها في الأداء أن تحجز لنفسها مكانا راسخا في ذاكرة الجمهور، وأن تترك إرثا فنيا غنيا امتد لعقود طويلة.
ورغم مرور أربعة عشر عاما على رحيلها، ما زالت أدوارها وشخصياتها وصوتها الإذاعي الحاضر في أذهان الملايين، لتبقى بصمتها الفنية شاهدة على جيل استطاع أن يخلق البهجة ويرسخ قيمة الفن الراقي في قلوب المشاهدين.
البدايات الفنية ومسار صنع النجومية
ولدت الفنانة الراحلة باسم سمية أحمد إبراهيم، وعُرفت فنيا بخيرية أحمد، وبرز حضورها في الأعمال الكوميدية خلال عصر السينما بالأبيض والأسود.
كانت الشقيقة الصغرى للفنانة سميرة أحمد، كما جمعتها الحياة الزوجية بالمؤلف والممثل يوسف عوف.
بدأت مشوارها من خشبة المسرح، حيث انضمت إلى فرقة المسرح الحر وقدمت مجموعة من العروض الناجحة مثل مراتي بنت جن وعبد السلام أفندي، ثم أصبحت أحد أهم الأصوات الكوميدية في برنامج ساعة لقلبك الإذاعي خلال خمسينيات القرن الماضي، وهو البرنامج الذي شكّل نقطة تحول كبيرة في مسيرتها.
تنوع التجارب المسرحية وبصمتها الكوميدية
تنقلت خيرية أحمد بين عدة فرق مسرحية، منها فرقة ساعة لقلبك وفرقة إسماعيل ياسين وفرقة الريحاني، وقدمت على خشبة المسرح أعمالا ظلت راسخة في ذاكرة الجمهور، من بينها ممنوع الستات والعبيط وأختي سميحة والطرطور وطبق سلطة. امتلكت قدرة فريدة على تقديم كوميديا بسيطة وسلسة، مستندة إلى أداء طبيعي وتعبيرات محببة جعلت حضورها مختلفا ومؤثرا في كل عمل قدمته.
حضور لافت في الدراما التليفزيونية
لم يقتصر نجاح خيرية أحمد على المسرح، بل امتد إلى الدراما التليفزيونية التي أصبحت جزءا مهما من تاريخها الفني.
شاركت في العديد من الأعمال التي عاشت في وجدان الجمهور مثل قلب ميت، وسلطان الغرام، وأولاد الشوارع، وعلي يا ويكا، وسوق الخضار، وعفاريت السيالة.
وتميز أداؤها دائما بالتوازن بين الكوميديا والدراما، ما منح شخصياتها صدقا كبيرا وقربا من الناس.
إرث فني لا يُنسى
واصلت خيرية أحمد نشاطها الفني حتى أيامها الأخيرة، ليعرض بعد رحيلها عملان دراميان هما أزواج في ورطة، وفرح العمد، في إشارة إلى حيوية عطائها الفني حتى اللحظات الأخيرة من حياتها.
ورغم رحيلها في 19 نوفمبر 2011، ما زال تأثيرها ممتدا في وجدان الجمهور، بفضل أعمال رسختها كواحدة من أهم سيدات الكوميديا في مصر والعالم العربي.