رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

خبير تكنولوجي بالشارقة للكتاب: الذكاء الاصطناعي يضاعف قدرات الإنسان

نشر
مستقبل وطن نيوز

أكد الكاتب والمهندس محمد جودت صاحب كتاب «حل من أجل السعادة» والمدير التنفيذي في «جوجل إكس» سابقًا، أن الاستخدام الصحيح للذكاء الاصطناعي يضاعف قدرات الإنسان، تمامًا كما جعلت الآلة الحاسبة أداءه أسرع خلال سنوات دراسته الجامعية .. قائلا : إن أسلوب عمله اليوم يعتمد على البحث العميق الذي يحوّل مهامًا كانت تستغرق أسابيع إلى ساعات قليلة مع نتائج أعلى دقة.

وأوضح جودت - خلال جلسة حوارية بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 44 - أنه بدأ كتابة برمجيات الذكاء الاصطناعي وهو في التاسعة من عمره وأنه عند انضمامه إلى «جوجل» عام 2007 كان مطّلعًا على تقنيات لم تكن مطروحة للعالم بعد، مثل السيارة ذاتية القيادة و«ألفا جو» الذي هزم أبطال العالم.

وأكد أن العالم بلغ مستوى مذهلًا من التقدم، إذ اكتشف الذكاء الاصطناعي خلال الشهور الماضية فقط طرقًا جديدة في الرياضيات، واقترح حلولًا طبية عززت قدرة جهاز المناعة على التعامل مع بعض أنواع السرطان بنسبة وصلت إلى 50%.

وشدد على أن الذكاء الاصطناعي «قوة محايدة»، وأن الخطر يكمن في طريقة استخدام البشر له..موضحًا أن التنافس بين الدول والشركات — مثل الصين وأمريكا وجوجل وOpenAI — يسرّع وتيرة التطور بشكل هائل، ومتوقعًا أن تنتقل العديد من القرارات المهمة من يد البشر إلى الآلات خلال 12 عامًا.

وقال جودت : إن الذكاء الاصطناعي سيقضي على الوظائف الروتينية، بينما سيظل التفوق لأصحاب المهارات العميقة..مشيرًا إلى أن إتقان أدوات الذكاء الاصطناعي أصبح شرطًا أساسيًا للنجاح.

وأضاف أن فهم الطبيعة المؤقتة للحياة يغيّر تلقائيًا نظرة الإنسان للابتلاءات والآلام..موضحًا أن الابتلاء يتحول في ضوء المفهوم الإسلامي إلى نعمة، مستشهدًا بحالات فقد الأبناء وما جاء في الأحاديث عن رحمتهم واستقبالهم لوالديهم يوم القيامة.

وأشار جودت إلى أن تجربته مع فقد ابنه علي لم تكن بداية فهمه للسعادة، بل إن والده ربّاه على هذا المفهوم منذ الصغر.

ولفت إلى أنه عندما رأى الناس ثباته طلبوا منه أن يشاركهم طريقته في التعامل مع الحياة، فكان كتابه «حل من أجل السعادة» ثمرة لهذه الرحلة.

وأوضح أن عقليته الرياضية قادته لرؤية السعادة كـ«معادلة»، وأنه كتب كتابه بعد 17 يومًا فقط من وفاة ابنه، لتوثيق ما تعلّمه والاستجابة لطلبات الناس ولإحياء ذكرى ابنه.. مشيرا إلى أن أولى مهامه كانت «10 ملايين سعيد»، وقد تحققت خلال ستة أسابيع، قبل أن ينتشر الكتاب عالميًا محققًا أرقامًا قياسية، حيث بلغ عدد مشاهدات إحدى مقابلاته نحو 185 مليون مشاهدة.

وشدد على أن المشاهدات ليست معيار النجاح الحقيقي بل أثر الرسالة في تغيير حياة الناس..موضحًا أن الإحصاءات أظهرت أن شخصًا واحدًا من كل ألف مشاهد اتخذ خطوة إيجابية بعد الاطلاع على محتواه ؛ ما دفعه لإطلاق مهمة أكبر هي «مليار سعيد – One Billion Happy».

وأكد جودت أن النجاح في المستقبل يعتمد على أربع مهارات أن يكون الفرد ضمن أفضل 30% في مجاله، وأن يتقن استخدام الذكاء الاصطناعي، وأن يميّز الحق من الباطل، وأن يتحلى بالسرعة والبديهة في اتخاذ القرار..مشيرا إلى أن الوظائف ذات الطابع الإنساني — مثل الإعلام والتقديم والتواصل — ستبقى لأنها قائمة على المشاعر والتفاعل البشري، وهي أمور لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تعويضها.

واختتم بالتأكيد على أن السعادة ليست هدفًا بل «واجب»، لأنها تنعكس على علاقة الإنسان بأسرته وعمله ومجتمعه .. مشددًا على أن السعادة الحقيقية هي الرضا الداخلي وقبول الحياة كما هي.

عاجل