مسؤول أمريكي: التعديلات على مشروع غزة تراعي الهواجس العربية وتنسق مع إسرائيل لضمان تدفق المساعدات
قال توماس واريك، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، إن التعديلات التي أدخلتها الولايات المتحدة على المشروع المتعلق بغزة جاءت نتيجة عاملين أساسيين: الأول مرتبط بضرورة تضمين صياغات تحظى بقبول الجيش الإسرائيلي، والثاني يهدف إلى استيعاب المخاوف العربية والأوروبية بشأن الوضع الإنساني في القطاع.
وأوضح واريك، في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، أن واشنطن لجأت إلى استخدام عبارات محددة تتماشى مع الموقف الأمني الإسرائيلي، ومن بينها ما يتعلق بدور إسرائيل في “التحكم في الحدود بين غزة وبعض الدول الأخرى”، وهو التعبير الذي — بحسب تقديره — كان ضرورياً لضمان عدم اعتراض الجانب الإسرائيلي على النص النهائي للتعديلات.
وأضاف أن هذا المسار يترافق مع توضيحات إضافية حول آليات دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بطريقة “أكثر سلاسة وفاعلية”.
وأشار المسؤول الأمريكي السابق إلى أن هذه الصياغات الجديدة جاءت كذلك لتلبية مطالب عربية كانت ترى أن النسخ السابقة من المشروع لا تعكس الاهتمام الكافي بالجوانب الإنسانية، ولا تضمن تدفق المساعدات بشكل منتظم وآمن لسكان القطاع.
وقال إن تضمين تلك البنود “يساهم في طمأنة الدول العربية والأوروبية على حد سواء”، خصوصاً بعد انتقادات واسعة خلال الفترات الماضية بسبب القيود التي حالت دون وصول الإغاثة إلى المناطق الأكثر تضرراً.
وشدد واريك على أن جوهر التعديلات يتمثل في “تهيئة بيئة قادرة على دعم المشروع المزمع مناقشته الأسبوع المقبل”، مؤكداً أن الهدف الرئيسي لواشنطن هو ضمان وجود توافق أوسع حول الخطوات المقبلة، بما في ذلك تحسين الوضع الإنساني في غزة التي “عانى سكانها كثيراً خلال الشهور الماضية”، على حد تعبيره.
وأكد أن إدخال تلك التعديلات يسعى في نهاية المطاف إلى منح المشروع زخماً دولياً أكبر، وجعل مساره أكثر قابلية للتطبيق عبر رعاية احتياجات الأطراف المتضررة، وفي مقدمتها المدنيون الفلسطينيون.