سميرة أحمد وتجسيد الصمت: رحلة شخصية "نعيمة" في فيلم الخرساء
تُعد الفنانة سميرة أحمد واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية، بصوتها المميز ومسيرتها الفنية الممتدة التي تركت بصمات إنسانية خالدة، ومن أبرز محطات مسيرتها فيلم "الخرساء"، الذي قدمت فيه شخصية نعيمة، الفتاة الخرساء التي فقدت والدتها في طفولتها، لتتعرض بعد ذلك لقسوة زوجة الأب، بينما يترصدها ابنه بشكل مستمر مستغلاً ضعفها وصمتها.
اعتمد أداء سميرة أحمد في الفيلم على لغة الجسد وحدها للتعبير عن المشاعر، دون أي حوار أو صوت يوضح دواخل الشخصية، وهو ما يُعد من أصعب أشكال التمثيل، إذ يضع الممثل أمام اختبار مباشر لقدراته الفنية.
نجحت سميرة أحمد في نقل انكسار الشخصية الداخلي وخوفها المكبوت، مستخدمة تفاصيل دقيقة مثل ارتجافة العين عند الخطر، وومضة الرجاء في النظرات، وطريقة المشي المترددة، ما عكس سنوات من القهر والظلم. كما استطاعت تقديم التحولات النفسية للشخصية من الصمت والاستسلام إلى لحظة الانهيار أمام ظلم القرية، دون أي مبالغة أو إفراط، مما منح شخصية نعيمة صدقًا إنسانيًا نادرًا.
أثبتت سميرة أحمد أن الأداء الرفيع لا يحتاج لصوت مرتفع، بل لإحساس صادق قادر على تحويل الصمت إلى خطاب كامل، لتظل شخصية نعيمة واحدة من أبرز إنجازات التمثيل النسائي في السينما العربية.
