فيلم«الأرض العزيزة» يشعل تفاعل جمهور مهرجان القاهرة السينمائي
شهدت قاعة الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية مساء الخميس العرض الأول للفيلم الوثائقي الصيني "الأرض العزيزة"، ضمن فعاليات الدورة السادسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وذلك بحضور نخبة من الإعلاميين والنقاد والفنانين، إلى جانب عدد كبير من طلاب اللغة الصينية في الجامعات المصرية.
وينقل الفيلم، الذي تدور أحداثه في حي ليوشينج بمنطقة شينجيانج، لوحة إنسانية آسرة تتلون مبانيها بدرجات الأزرق والأبيض، حيث يعيش أبناء ثلاث عشرة قومية بتناغم بسيط يعكس روح التعايش والتفاهم. ومن خلال قصص أربعة أبطال من خلفيات قومية مختلفة، ينسج العمل حكاية عميقة عن العائلة والانتماء وقوة الحب التي تربط البشر رغم اختلافهم.
فـ "تانار"، الشاب من قومية القازاق، يغادر المراعي حاملا أحلامه نحو المدينة ليواجه تحديات الحياة الجديدة، بينما تبحث "تشاو يويه"، الأم الشابة، عن ذاتها وسط محاولاتها الدائمة لإرضاء الآخرين، لتكتشف معنى القبول من خلال شغفها بمتجر الأزياء. أما "نور شات"، السائق من قومية الويجور، فيساند زوجته لتجاوز فقد موجع، فيجدان دفء العائلة في تفاصيلهم اليومية البسيطة، في حين يكرس الإمام "مابين" من قومية هوي حياته لأسرته وخدمة مجتمعه، محتفظا بندم صامت لا يقال.
وبأسلوب بصري شاعري وإيقاع تأملي، يأخذ الفيلم جمهوره في رحلة عبر الفصول وأصوات المائدة اليومية، ليكشف كيف تتدفق قوة الحب والدعم بخفة وثبات بين من يتقاسمون رحلة الحياة، وما يجعل من الأرض بيتا حقيقيا يحتضنهم جميعا.
وفي كلمتها بعد العرض، أعربت المنتجة "أو شولان" عن سعادتها الغامرة بتحقيق حلمها في عرض فيلمها بمصر، مؤكدة أن القاهرة تمثل لها مكانة خاصة بعدما درست في جامعة القاهرة قبل عشرين عاما. وأشادت بالمهرجان وسمعته المرموقة في الشرق الأوسط وإفريقيا والعالم، مشيرة إلى أن "الأرض العزيزة" يحمل رسالة إنسانية عن التنوع والتعايش والحب المشترك بين البشر.
وأجابت "شولان" على أسئلة الصحفيين ووكالات الأنباء حول الصعوبات التي واجهتها أثناء التصوير، وطبيعة بناء الفيلم ومزجه بين الوثائقي والشاعري، مؤكدة أن الهدف الأساسي هو تقديم صورة واقعية دافئة عن الإنسان الصيني في حياته اليومية وأجابت عن سؤال مراسل موقع الهيئة الوطنية للإعلام عن المظاهر الاجتماعية المتقاربة بين مصر والصين فأكدت "شولان" التقارب الواقعي بين حياة القرية المصرية وحياة القرية الصينية في المأكولات ولكن بطرق أخرى مثل مظاهر عيد الأضحى وأيضا في الحياة الدينية ووجود المسجد والكنيسة في منطقة واحدة مثل تواجدهم بالقاهرة متمثلة في مسجد عمرو بن العاص ومجمع الكنائس.
