ماكرون وعباس يعلنان تشكيل لجنة مشتركة لصياغة دستور دولة فلسطين وتعزيز حل الدولتين
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحفي مشترك بباريس عن تشكيل لجنة مشتركة لصياغة دستور دولة فلسطين، مؤكدين أهمية المضي نحو حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
وأوضح ماكرون أن بلاده ستقدم مئة مليون يورو كمساعدات إنسانية لقطاع غزة لعام 2025، تشمل الأدوية والإمدادات الطبية، وذلك في إطار دعم فرنسا للشعب الفلسطيني.
ورحب ماكرون بزيارة الرئيس الفلسطيني التي وصفها بأنها تحمل أهمية خاصة كونها الأولى منذ اعتراف فرنسا بدولة فلسطين في الثاني والعشرين من سبتمبر الماضي، وتأتي بعد مؤتمر نيويورك والخطة التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في مصر. وأكد ماكرون أن اللجنة المشتركة الجديدة ستعمل على الجوانب القانونية والدستورية والمؤسسية والتنظيمية لتأسيس دستور دولة فلسطين، مشيرا إلى أن الرئيس عباس قدم بالفعل مسودة أولية لهذا الدستور.
وشدد ماكرون على ضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بشكل كامل، مع التأكيد على استعداد فرنسا للمساهمة في استقرار القطاع أمنيا وإنسانيا وسياسيا بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة وإسرائيل والشركاء الإقليميين. وأضاف أن المساعدات الإنسانية يجب أن تصل بشكل آمن ودون عوائق إلى جميع مناطق القطاع تحت إشراف الأمم المتحدة ووفق القانون الإنساني الدولي.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن بلاده ترى في عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة خطوة أساسية لإعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية، موضحا أنه ناقش مع الرئيس عباس مسألة تنفيذ إصلاحات داخل السلطة وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية حرة وشفافة في جميع الأراضي الفلسطينية بعد عام من الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد ماكرون أن هذه الإصلاحات تعد شرطا جوهريا لإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية وذات سيادة قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل، محذرا في الوقت ذاته من خطورة مشاريع الضم الإسرائيلية الجزئية أو الكلية في الضفة الغربية، ووصفها بأنها خط أحمر سترد عليه فرنسا وشركاؤها الأوروبيون بقوة إن تم تنفيذها، مشيرا إلى أن تصاعد عنف المستوطنين وتسارع وتيرة الاستيطان يشكلان تهديدا خطيرا لاستقرار الضفة وانتهاكا للقانون الدولي.
واستقبل ماكرون في وقت سابق اليوم الثلاثاء الرئيس محمود عباس في قصر الإليزيه، حيث عقدا لقاء ثنائيا تناول الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين وخطة السلام المطروحة في الشرق الأوسط، في ضوء ما تم التوصل إليه خلال القمة الوزارية في التاسع من أكتوبر الماضي وقمة شرم الشيخ التي ركزت على تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.