قناة فرنسية: مصر تفتتح المتحف المصري الكبير وتُعزز قوتها الثقافية الناعمة
سلطت قناة "بي أف أم تي في" الإخبارية الفرنسية، الضوء على الحدث العالمي الضخم الذي تنتظره مصر والعالم أجمع، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، المقرر مساء اليوم السبت، مؤكدة أن بهذا الصرح الكبير، على مساحة عرض تزيد عن 50 ألف متر مربع، تعتزم الدولة المصرية تعزيز قوتها الثقافية الناعمة.
وذكرت القناة، في تقرير لها نُشر على موقعها الإلكتروني، أنه بعد استعدادات مكثفة، وبعد تأجيل افتتاحه عدة مرات، سيُفتتح المتحف المصري الكبير، المُخصص للحضارة المصرية القديمة الممتدة لثلاثين أسرة فرعونية على مدار 5 آلاف عام من التاريخ، وسط احتفاليةٍ كبيرة اليوم السبت، وذلك بهدف تطوير السياحة، التي تُعد ركيزة أساسيةً لاقتصاد البلاد، كما تعتزم الدولة، من خلال مساحة عرض تزيد عن 50 ألف متر مربع، تعزيز قوتها الثقافية الناعمة.
ولفتت إلى أن هذا المتحف الضخم الذي يُوفر إطلالةً بانوراميةً على أهرامات الجيزة، استغرق بناؤه 20 عاما وتكلف أكثر من مليار دولار.
ومن خلال صور كبيرة توضح المتحف بقاعاته وتمثال رمسيس الثاني العملاق في بهو المتحف، أبرزت القناة هذا الصرح الضخم الذي يضم آلاف من أشهر القطع الأثرية من حضارة مصر القديمة، بعضها لم يُعرض من قبل، موضحة أنه من المتوقع أن يزوره خمسة ملايين زائر سنويا.
كما من المتوقع أن يحضر حفل الافتتاح اليوم نحو 80 وفدا رسميا، من بينهم "40 وفدا من ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات"، وفقا لوزارة الخارجية المصرية.
تمثال رمسيس الثاني العملاق الذي يزن 83 طنا
وأبرزت قناة "بي أف أم تي في" وجود تمثال رمسيس الثاني الضخم، الذي يزن 83 طنا ويبلغ ارتفاعه 11 مترا، في مدخل المتحف "ليستقبل الزوار".
وذكرت القناة في تقريرها عدة معلومات عن رمسيس الثاني من بينها أنه حكم البلاد منذ أكثر من 3 آلاف عام (1279-1213 قبل الميلاد). وهو يُعد من أشهر ملوك الفراعنة، فقد جاب تمثاله العالم مرتين، واستقطب ملايين الزوار في عام 1986، ومرة أخرى بين عامي 2021 و2025. وسيكون المتحف المصري الكبير مقره الأخير بعد عدة عمليات نقل منذ اكتشافه عام 1820 بالقرب من معبد ممفيس القديمة، جنوب القاهرة. وقد وقف هذا التمثال الضخم أمام محطة القطار "محطة مصر" بالقاهرة بين عامي 1954 و2006، قبل أن يتم نقله وسط احتفالات كبيرة إلى جوار أهرامات الجيزة..
كما يضم المتحف أيضا قاعة مخصصة للملك توت عنخ آمون، تحتوي على كنوز الفرعون الذي يعد الشخصية الأعظم في مصر القديمة.
ويعرض في القاعة أكثر من 4500 قطعة جنائزية من أصل خمسة آلاف قطعة اكتشفها عالم الآثار البريطاني هاورد كارتر عام 1922 في مقبرة سليمة في وادي الملوك، في صعيد مصر.
حدث ذو "أهمية عالمية"
ولفتت القناة إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير تم تأجيله عدة مرات.. وكان من المقرر أن يكون الافتتاح الرسمي في 3 يوليو الماضي، إلا أن السلطات المصرية قررت تأجيله في اللحظة الأخيرة بسبب التوترات الإقليمية، وذلك لإعطاء الحدث "المكانة العالمية التي يستحقها".
15 مليون سائح منذ بداية العام
افتُتح المتحف جزئيا وبشكل تجريبي للجمهور في أكتوبر 2024.. وبعد افتتاحه رسميا اليوم، من المتوقع استقبال المتحف المصري الكبير 5 ملايين زائر سنويا. ولاستهداف جمهور على نطاق أوسع، أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، كبرى الشركات الإعلامية المصرية والمسؤولة عن الحدث، عن شراكة استراتيجية مع منصة "تيك توك"، تهدف إلى "تعزيز الرؤية الثقافية لمصر على الساحة العالمية".
ومن المتوقع أن يعطي هذا الحدث دفعة قوية لقطاع السياحة في مصر.. فبعد سنوات من التعثر نتيجة عدم الاستقرار السياسي في البلاد، وجائحة كورونا، بدأت السياحة المصرية، التي تُعد ركيزة أساسيةً لاقتصاد البلاد، في التعافي: حيث بلغت الإيرادات 14.4 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2023-2024 (بزيادة قدرها 34.6% مقارنة بالسنة المالية السابقة)، مع تسجيل عدد قياسي من السياح منذ بداية الجائحة.
وأشارت إلى أن البلاد استقبلت 15 مليون زائر أجنبي في الأشهر التسعة الأولى من العام، بزيادة قدرها 21% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مما أدى إلى تحقيق إيرادات بلغت 12.5 مليار دولار أمريكي (بزيادة قدرها 14.7%)، وفقا للأرقام الرسمية. وتتوقع السلطات استقبال 17.8 مليون سائح في عام 2025 و18.6 مليون سائح في عام 2026، بفضل السياحة الشاطئية والثقافية.
هذا وسيتم الافتتاح الرسمي للمتحف مساء اليوم، في احتفالية عالمية ضخمة بحضور عدد من رؤساء الدول، والسفراء، وكبار الشخصيات العامة.
يضم المتحف المصري الكبير آلاف القطع الأثرية توضح مسيرة الحضارة المصرية العريقة وتروي فصول تاريخها الممتد منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني الروماني، والتي تأخذنا في رحلة مذهلة عبر تطور الفكر والفن والعمارة المصرية، لتجعل من المتحف أعظم موسوعة حية تخلد عبقرية المصري القديم وتُبرز إبداعه الخالد عبر آلاف السنين.

