رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى ميلاده.. كيف أسس فؤاد خليل مدرسة فنية لا مثيل لها في الكوميديا؟

نشر
مستقبل وطن نيوز

يحل اليوم 1 نوفمبر 2025 ذكرى ميلاد الفنان الراحل فؤاد خليل، الذي وُلد في مثل هذا اليوم عام 1940، ليظل أحد أبرز الوجوه الكوميدية التي تركت بصمة لا تُنسى في قلوب جمهور الشاشة، برع في تقديم الأدوار التي تمزج بين الصدق و البساطة، وأصبح رمزا للفن الرفيع الذي لا يحتاج إلى مبالغات ليُضحك الناس، بل إلى موهبة صادقة وأداء قريب من الواقع.

بداياته في عالم الفن

رغم تخرجه من كلية طب الأسنان، إلا أن الفنان الراحل لم يجد نفسه في المهنة، فظل حلمه الأكبر في الفن، وفي الإسكندرية، حيث نشأ، أسس فرقة مسرحية صغيرة وهو لا يزال طالبًا بالمدرسة، ما جعله ينطلق في عالم الفن منذ سنوات مبكرة.

أعماله الفنية الخالدة

انطلقت مسيرته الفنية في السبعينيات، حيث قدم العديد من الأعمال السينمائية التي أكسبته شهرة واسعة. من أبرز أفلامه: "عصابة حمادة وتوتو"، "جري الوحوش"، "عبقري على ورقة دمغة"، "مخ المرحوم"، بالإضافة إلى أعماله في المسرح و الدراما التلفزيونية مثل "جاءنا البيان التالي" و "الرجالة في خطر".

على الرغم من أن أغلب أدواره كانت في إطار كوميدي، فإن تميز فؤاد خليل كان يكمن في قدرته على إبراز الشخصيات بطريقة إنسانية وصادقة، بعيدًا عن المبالغة في الأداء. فقد كان يكفيه حضوره الطبيعي وأسلوبه الهادئ في إيصال مشاعر الشخصيات، مما جعله محبوبًا في قلوب المشاهدين.

أسلوبه في الكوميديا

كان فؤاد خليل مثالًا حيًا على الكوميديا الصادقة التي تبتعد عن الضحك المفتعل أو المبالغات، حيث كان يختار دائمًا أن يكون بسيطًا في كل شيء.

ضحكته كانت أكثر من مجرد أداء، بل كانت مفتاحًا لفهم الشخصيات التي يجسدها. في وقت كان يتبع فيه الكثير من الممثلين أسلوب الأداء العالي والمبالغة، نجح فؤاد خليل في تقديم أدوار كوميدية هادئة، وتفوق في إظهار الجانب الإنساني لكل شخصية بشكل يُشعر الجمهور بأنهم يشاهدون حياة يومية، رغم ما يحمله الموقف من فكاهة.

رحل الفنان فؤاد خليل عام 2012 بعد صراع طويل مع المرض، ولكنه ترك وراءه إرثًا فنيًا لا يُنسى. لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل كان مدرسة في التمثيل الطبيعي و الإنسانية، جسد فيها قدرة الفنان على أن يكون جزءًا من الحياة اليومية دون تكلف أو افتعال.

يبقى فؤاد خليل في ذاكرة الجمهور واحدًا من أعظم الفنانين الذين قدموا الكوميديا البسيطة والمميزة، التي تبتعد عن التكلف وتستند إلى الصدق والإحساس العميق بكل لحظة إنسانية.
 

عاجل