انتعاش سياحي كبير بالبحر الأحمر تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير
تشهد محافظة البحر الأحمر حراكًا سياحيًا غير مسبوق مع بدايات فصل الخريف واقتراب الموسم الشتوي وتزامنا مع افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث تتزايد حركة الوفود الأجنبية نحو مدينتي الغردقة ومرسى علم، في مؤشر واضح على موسم قوي يعزز مكانة السياحة المصرية عالميًا.
وتجاوزت نسب الإشغال السياحي بمدينة الغردقة حاجز 80% خلال الأيام الماضية، وسط توقعات بامتلاء الفنادق بالكامل مع دخول شهر ديسمبر المقبل، مدعومةً بالطلب المرتفع من الأسواق الأوروبية التي تعود بقوة إلى المقاصد المصرية مع حلول الشتاء.
المشهد ذاته يتكرر في مرسى علم، التي تشهد ارتفاعًا مطردًا في نسب الإشغال بفضل برامج السياحة البيئية والبحرية التي تتميز بها، إضافة إلى تنوع المنتج الفندقي ومستوى الخدمات المقدمة للسائحين، ما يجعلها وجهة مفضلة لعشاق الهدوء والطبيعة.
حركة طيران أوروبية مكثفة
وكشفت بيانات حركة الطيران عن وصول 213 رحلة دولية اليوم السبت إلى مطاري الغردقة ومرسى علم، تقل نحو 39 ألف سائح من مختلف الجنسيات الأوروبية، في دلالة على الثقة المتزايدة بالمقاصد السياحية المصرية ونجاح برامج الترويج بالخارج.
واستحوذ مطار الغردقة الدولي على النصيب الأكبر من الرحلات بواقع 175 رحلة تقل حوالي 31 ألف سائح، في أعلى معدل وصول يومي منذ بداية الموسم، بينما استقبل مطار مرسى علم قرابة 8 آلاف زائر عبر 38 رحلة ضمن 180 رحلة من المنتظر استقبالها خلال الأسبوع الجاري حتى الجمعة المقبلة.
المتحف المصري الكبير.. عامل جذب عالمي جديد
تتزامن هذه الطفرة السياحية مع الحدث العالمي الأبرز اليوم في مصر، وهو الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير بالجيزة، الذي يُعد أكبر متحف مخصص للحضارة الفرعونية في العالم، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون.
ويحظى الافتتاح باهتمام إعلامي دولي واسع، ومن المتوقع أن يسهم بقوة في زيادة تدفق السياح إلى مصر خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع اتجاه شركات السياحة العالمية لإدراج المتحف ضمن برامجها السياحية، باعتباره إضافة ثقافية فريدة تثري التجربة السياحية في مصر.
موسم واعد يعزز الاقتصاد الوطني
تعكس هذه المؤشرات موسمًا سياحيًا واعدًا يعزز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية، ويؤكد نجاح الجهود الحكومية في دعم القطاع من خلال تطوير البنية التحتية والخدمات، وتكثيف الحملات الترويجية داخليًا وخارجيًا.
ومع هذه الانطلاقة القوية، تبدو محافظة البحر الأحمر على موعد مع موسم شتوي استثنائي يجسد جاذبية المقصد المصري وتنوع منتجاته السياحية وقدرته على المنافسة عالميًا، في وقت يمثل فيه القطاع السياحي أحد أهم روافد دعم الاقتصاد الوطني وزيادة موارد الدولة من العملة الصعبة.

