سرقة في لحظة.. كيف يخدعك المحتالون عبر واتساب من خلال أرقام أصدقائك ومعارفك؟
في ظل الاعتماد الواسع على تطبيق واتساب كأداة أساسية للتواصل الاجتماعي والمهني، تزايدت في الآونة الأخيرة التحذيرات من موجة جديدة من الهجمات الإلكترونية وعمليات الاحتيال التي تستهدف المستخدمين بطرق خبيثة تهدد خصوصياتهم وأموالهم.
فقد أصبح العديد من الأشخاص معرضين لاختراق حساباتهم الشخصية أو البنكية من خلال رسائل خادعة تصلهم عبر التطبيق دون وعي بخطورتها.
تتخذ هذه الرسائل أشكالًا متعددة، منها رسائل مجهولة المصدر أو أخرى تحمل عناوين مثيرة تطلب من المستخدم إدخال أكواد تحقق أو الضغط على روابط تدّعي أنها تابعة لجهات رسمية أو شركات معروفة، وبمجرد الاستجابة لتلك الرسائل، يصبح المستخدم ضحية سهلة لسرقة بياناته أو ابتزازه ماليًا.
أنت معرض للسرقة في لحظة
ولم يعد خطر الاحتيال الإلكتروني مقتصرًا على الغرباء فحسب، إذ تطور الأمر مؤخرًا ليشمل وصول هذه الرسائل من أصدقاء أو معارف على واتساب أو فيسبوك أو إنستجرام بعد أن يتم اختراق حساباتهم، وبذلك يجد المستخدم نفسه أمام رسالة من صديق مقرّب تبدو مألوفة لكنها في الواقع باب للسرقة.
كريدت ولا ديبت
ويبدأ المحتال في إرسال رئاسل لكل جهات الاتصال لدى الضحية طالبا منهم أموالا بحجه أن بطاقته البنكية بها مشكلة ومتوقفة ويسأل الضحية من جهات الاتصال لدى الشخص المخترق، لديك بطاقة "كريدت أم ديبت" ، ليقوم الأخير بتحويل الاموال على الفور، ويقع الكثير في هذا الفخ على اعتبار أن الشخص الذي يعرفونه هو من طلب الأموال.
أحدث خدعة للسرقة الإلكترونية
في السياق حذر تطبيق واتساب جميع المستخدمين حول العالم من خدعة إلكترونية جديدة تهدف إلى سرقة أموال المستخدمين عبر تنبيه مزيف يظهر داخل التطبيق، محذرًا من التجاوب معه بأي شكل. ويأتي هذا التحذير في ظل تصاعد محاولات الاحتيال التي تستهدف أكثر من ثلاثة مليارات مستخدم نشط للتطبيق، مما جعله هدفًا رئيسيًا لمجرمي الإنترنت.
وتشير الإحصاءات الحديثة إلى أن الفئات العمرية الأكبر سنًا أكثر عرضة لهذه الهجمات. ففي المملكة المتحدة، تعرض نحو 1.8 مليون شخص فوق سن 65 عامًا للاحتيال عبر الإنترنت خلال العام الماضي، بخسائر تجاوزت 831 جنيهًا إسترلينيًا في المتوسط، بحسب دراسة أجرتها شركة فيرجن ميديا. أما في الولايات المتحدة، فقد بلغت خسائر الأشخاص فوق سن 60 عامًا نحو 4.8 مليار دولار أمريكي خلال عام 2024 فقط، وفقًا لتقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI).
إجراءات جديدة من ميتا لحماية المستخدمين
وفي سياق مواجهة هذه الظاهرة، أعلنت شركة ميتا المالكة لتطبيق واتساب عن إطلاق مجموعة من الميزات الأمنية الجديدة تهدف إلى تحذير المستخدمين من محاولات الاحتيال. وتشمل هذه الإجراءات رسائل تنبيه تظهر عند محاولة مشاركة الشاشة مع جهة اتصال غير معروفة أثناء مكالمات الفيديو، إذ تعتبر هذه الميزة إحدى الأدوات التي يستغلها المحتالون لاستدراج الضحايا للكشف عن بياناتهم البنكية أو تثبيت تطبيقات خبيثة.
وقالت ميتا في بيان رسمي: "ندرك أن المحتالين قد يحاولون دفع المستخدمين لمشاركة شاشتهم بهدف سرقة معلوماتهم الحساسة، لذلك نقدم تنبيهًا جديدًا يظهر بوضوح: شارك شاشتك فقط مع الأشخاص الذين تثق بهم".
انتشار ممارسات احتيالية على منصات ميتا
وأوضحت الشركة أن محاولات الاحتيال لا تقتصر على واتساب وحده، إذ تم رصد أكثر من ثمانية ملايين حساب متورط في أنشطة احتيالية على منصتي فيسبوك وإنستغرام، إضافة إلى أكثر من 21 ألف صفحة مزيفة تدّعي أنها لخدمة العملاء وتحاول سرقة بيانات المستخدمين.
وللتصدي لذلك، تعمل ميتا على تطوير نظام متقدم يعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد الرسائل المشبوهة وتحذير المستخدمين في الوقت الفعلي عند اكتشاف أي نشاط احتيالي محتمل، وذلك ضمن تطبيق فيسبوك ماسنجر ومنصات التواصل الأخرى.
وأكدت الشركة أن "شبكات الجريمة الإلكترونية العابرة للحدود ما زالت تنشط على نطاق عالمي واسع، مستخدمة مخططات معقدة لاستهداف المستخدمين عبر الرسائل وتطبيقات المواعدة والعملات المشفرة ووسائل التواصل الاجتماعي، خاصة الفئات العمرية المتقدمة في السن".
كيف تحمي حسابك من الاختراق
لحماية حسابك على واتساب من محاولات الاختراق والسرقة الإلكترونية، ينصح الخبراء باتباع الخطوات التالية:
تمكين التحقق بخطوتين: عبر الإعدادات ثم الحساب، وقم بتعيين رقم تعريف شخصي مكون من 6 أرقام.
تجنب مشاركة رموز التحقق: لا تفصح أبدًا عن رمز OTP أو أي بيانات شخصية لأي جهة مهما بدت موثوقة.
مراجعة الأجهزة المرتبطة بانتظام: من خلال إعدادات "واتساب ويب"، واحذف أي جهاز غير معروف.
تحديث التطبيق باستمرار: للحصول على آخر إصلاحات الأمان من واتساب.
تحميل التطبيق من المصادر الرسمية فقط: لتجنب النسخ المزيفة التي قد تحتوي على برمجيات خبيثة.
عدم الضغط على الروابط الوهمية: تجاهل أي روابط تصل من مصادر غير موثوقة أو أشخاص مجهولين.
بهذه الخطوات البسيطة، يمكن للمستخدمين تقليل فرص تعرضهم للسرقة الإلكترونية بشكل كبير، وحماية بياناتهم من الوصول غير المصرح به.
في سياق متصل أطلق بنك مصر حملة توعوية جديدة تحت شعار "أمانة عليك .. توعيهم، نخبي البيانات .. نحمي الحسابات"، للتحذير من مخاطر الاحتيال الإلكتروني عبر الرسائل والمكالمات الهاتفية. تأتي هذه الخطوة في إطار شهر التوعية بأمن المعلومات، لتذكير المواطنين بأهمية حماية بياناتهم الشخصية والمصرفية وعدم الإفصاح عنها لأي جهة كانت.
حملة بنك مصر لحماية العملاء
تؤكد الحملة على ضرورة الحفاظ على سرية المعلومات الحساسة مثل الأرقام السرية ورموز التحقق (OTP) وبيانات البطاقات البنكية، مشيرة إلى أن بنك مصر لا يطلب هذه البيانات مطلقًا عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو منصات التواصل الاجتماعي.
كما حذّر البنك من الرسائل أو الروابط المجهولة التي توهم المستلمين بأنهم فازوا بجوائز مالية أو تطلب منهم تحديث بياناتهم البنكية. فالضغط على مثل هذه الروابط أو التفاعل مع هذه الرسائل قد يؤدي مباشرة إلى اختراق الحسابات وسرقة الأموال.
الوعي هو خط الدفاع الأول
وتؤكد حملة بنك مصر أن حماية الحسابات مسؤولية مشتركة تبدأ من وعي العميل، وتستمر بتعاونه في الإبلاغ الفوري عن أي محاولات احتيالية. فالتصرف السليم عند تلقي رسالة مشبوهة أو مكالمة تطلب معلومات بنكية هو تجاهلها تمامًا، مع إبلاغ الجهة الرسمية فورًا لتفادي أي خسائر محتملة.
كما شدد البنك على أهمية نشر الوعي داخل الدوائر الأسرية والاجتماعية، فالمعرفة تمثل السلاح الأول في مواجهة أساليب النصب الإلكتروني الحديثة. ودعا بنك مصر الجميع إلى توعية الأهل والأصدقاء خصوصًا من الفئات غير الملمة بالتقنيات الحديثة، لتجنب الوقوع في فخاخ الاحتيال.
حملات توعوية شاملة
تتضمن الحملة التوعوية الجديدة رسائل مباشرة وواضحة يتم بثها عبر مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لضمان وصولها إلى أكبر عدد من المواطنين. كما تعتمد على لغة بسيطة ومفهومة، بهدف مساعدة الجميع على استيعاب طبيعة المخاطر التي قد يتعرضون لها يوميًا أثناء استخدام التطبيقات الرقمية.
ومن خلال هذه الجهود، يسعى بنك مصر إلى ترسيخ مفهوم الأمن الرقمي باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الحياة المصرفية اليومية، في ظل التحول المتسارع نحو الخدمات الإلكترونية والشمول المالي.
التزام مستمر بحماية العملاء
وبهذه المبادرة، يواصل بنك مصر التزامه الثابت بحماية عملائه من أي محاولات اختراق أو احتيال رقمي، مؤكدًا أن بناء الثقة بين البنك وعملائه هو حجر الأساس في نجاح منظومة التحول الرقمي في مصر. كما تعكس هذه الجهود رؤية الدولة نحو بيئة مالية أكثر أمانًا واستقرارًا، تدعم الاقتصاد الوطني وتحمي مدخرات المواطنين.
وفي ظل تزايد الاعتماد على الوسائل الرقمية، يبقى الوعي واليقظة هما السلاح الأقوى لحماية الحسابات الشخصية والمصرفية، لأن أنت معرض للسرقة في لحظة إذا لم تنتبه لتفاصيل بسيطة مثل رسالة أو رابط مجهول المصدر.







