وزير الخارجية الروسي: أوروبا تحاول إبعاد ترامب عن نهجه الواقعى فى حل الأزمة الأوكرانية
اتهم وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف الدول الأوروبية بالسعى إلى إبعاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن "منطقه الواقعى" فى التعامل مع الأزمة الأوكرانية.
وأكد لافروف أن واشنطن فى عهد ترامب أبدت استعدادا حقيقيا للبحث عن تسوية سلمية طويلة الأمد، لا مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار.
وفي مقابلة مع قناة "Ultrahang" الهنجارية، قال لافروف إن الأوروبيين "يحاولون بكل قوة حرف الرئيس ترامب عن موقفه الذى أعلنه منذ البداية، والمبني على الفهم الواقعي لطبيعة الصراع وحدود الأمن القومي الروسي".
وأضاف وزير الخارجية الروسى "كان ترامب من أوائل الزعماء الغربيين الذين أكدوا أن حلف الناتو يجب ألا يتدخل مباشرة في أوكرانيا، وأن وجود الحلف على حدود روسيا أمر لا يمكن لموسكو أن تتسامح معه. وقد قالها صراحة: إنه يتفهم مشاعر روسيا ومخاوفها الأمنية".
وأشار لافروف إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة بعد لقائه الرئيس فلاديمير بوتين في أنكوريج بألاسكا، عكست تفاهما متناميا بين الطرفين حول ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب بشكل نهائي، وليس مجرد هدنة مؤقتة.
وقال: "صرح الرئيس ترامب بوضوح بعد زيارته لألاسكا بأن الحل لا يكمن في وقف إطلاق النار، بل في سلام دائم وطويل الأمد. وهذا تقييم يتطابق تمامًا مع موقفنا في موسكو".
وانتقد لافروف المواقف الأوروبية والأوكرانية التي تروج حاليا لوقف إطلاق النار الفوري، معتبرا أن هذه الدعوات ليست سوى محاولة جديدة لـ"كسب الوقت وإعادة تسليح أوكرانيا"، على غرار ما حدث بعد توقيع اتفاقيات مينسك عام 2015، والتي لم تنفذ أبدا.
وأوضح الوزير أن القادة الغربيين، وبينهم المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا هولاند، اعترفوا لاحقا بأن اتفاقيات مينسك كانت تهدف إلى "منح كييف وقتا لإعادة بناء قدراتها العسكرية"، وليس لتحقيق السلام.
كما ذكر لافروف بتدخل رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون في أبريل 2022 لمنع توقيع اتفاق سلام أولي بين موسكو وكييف فى إسطنبول، قائلا إن هذا الموقف شكل نقطة تحول في مسار الأزمة ودفع الغرب إلى تبني خطاب أكثر تشددا تجاه روسيا.
وأضاف الوزير الروسى أن القيادة الأوكرانية، بقيادة فلاديمير زيلينسكي، تواصل السير على هذا النهج، رافضة أي مفاوضات مع موسكو، ومصممة على "عزل روسيا سياسيا واقتصاديا إلى الأبد".
وأكد لافروف أن اتصالات مكثفة جرت مؤخرا بين موسكو وواشنطن لتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال المحادثة الهاتفية فى 16 أكتوبر بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، مشيرا إلى أن المناقشات مع نظيره الأمريكي كانت "بناءة وتركزت على خطوات عملية لاستعادة الاستقرار الأوروبى".
وختم لافروف تصريحه بالتأكيد على أن روسيا لا ترى جدوى من أي اتفاق مؤقت أو وقف هش لإطلاق النار، بل تدعو إلى سلام شامل ومستدام يعالج جذور الأزمة الأمنية فى أوروبا، قائلا: "لقد رأينا ما حدث بعد اتفاقيات مينسك، لا نريد تكرار التجربة نفسها، ويجب أن يكون السلام هذه المرة حقيقيا، ودائما، ومتوازنا بين جميع الأطراف".