أخطرها «نوة قاسم».. الإسكندرية على موعد مع نوات شديدة الأمطار
تشهد محافظة الإسكندرية سنويًا نحو عشرين نوة تضرب سواحلها في موسمي الخريف والشتاء، حيث تتنوع بين نوات ممطرة وأخرى مصحوبة برياح شديدة وارتفاع ملحوظ في أمواج البحر، ما يجعلها أحد أبرز ملامح الطقس الشتوي في المدينة الساحلية، وقد جاءت تسميات هذه النوات على ألسنة صيادي الإسكندرية منذ عقود طويلة، لتصبح جزءًا من التراث الشعبي البحري، ومعروفة بتواريخها وأسمائها بين الأهالي والعاملين في الصيد والموانئ.
وفيما يلي، نستعرض النوات المنتظرة التي ستضرب الإسكندرية حتى نهاية عام 2025، ومواعيدها التقريبية وخصائص كل منها:
نوة الصليبية.. الأمطار التي أغرقت الإسكندرية عام 2015
تُعد نوة رياح الصليبية من أولى النوات التي تضرب الإسكندرية مع بدايات فصل الخريف، وكان من المفترض أن تهب في النصف الأخير من شهر أكتوبر وتستمر ثلاثة أيام، برياح غربية غالبًا ما تكون دون أمطار، غير أن هذه النوة ارتبطت في ذاكرة السكندريين بعام 2015 حين شهدت المدينة خلالها أمطارًا غزيرة غير مسبوقة أدت إلى غرق الشوارع وتعطل حركة المرور، لتصبح رمزًا للعواصف المفاجئة التي قد تضرب المدينة.
نوة المكنسة.. رياح تعصف بالبحر نهاية نوفمبر
تأتي نوة المكنسة عادة في منتصف شهر نوفمبر، وسميت بهذا الاسم لقوة رياحها الشمالية الغربية التي "تكنس" البحر وتثير أمواجه حتى تصل إلى ارتفاعات تلامس خمسة أمتار، وتستمر أربعة أيام تتوقف خلالها أعمال الصيد تمامًا بسبب التيارات البحرية العنيفة التي تميزها.
نوة باقى المكنسة.. عواصف تعقب الرياح
تليها نوة "باقي المكنسة" في النصف الثاني من نوفمبر، وتستمر أيضًا أربعة أيام، إلا أن رياحها تكون هذه المرة جنوبية غربية، تصاحبها عواصف شديدة وأمطار غزيرة تجعلها من أكثر النوات اضطرابًا في نهاية الخريف، حيث تزداد احتمالات غلق بوغاز الإسكندرية تحسبًا لارتفاع الأمواج.
نوة قاسم.. أخطر نوات الشتاء
مع دخول ديسمبر، تضرب نوة "قاسم" سواحل المدينة في الأسبوع الأول منه، وتُعتبر من أشد وأخطر النوات على الإطلاق، تهب خلالها رياح جنوبية غربية قوية تتسبب في عواصف وأمواج يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، وقد سُميت بهذا الاسم تخليدًا لذكرى أحد الصيادين ويدعى "قاسم" الذي فقد حياته أثناء هذه النوة قبل عقود، لتصبح اسمه مرادفًا لقسوة البحر في شتاء الإسكندرية.
نوة الفيضة الصغرى.. البحر يفيض والمراكب ترسو
في النصف الأخير من شهر ديسمبر تهب نوة الفيضة الصغرى، التي تستمر خمسة أيام، وتأتي برياح شمالية غربية مصحوبة بالأمطار، وسميت بـ"الفيضة" لأن البحر يفيض خلالها وترتفع أمواجه بشكل كبير، مما يجبر الصيادين على وقف رحلاتهم بسبب خطر الإبحار في تلك الظروف الجوية القاسية.
نوة عيد الميلاد.. أمطار غزيرة بالتزامن مع الاحتفال
تضرب نوة عيد الميلاد الإسكندرية في الثامن والعشرين من ديسمبر من كل عام، متزامنة مع احتفالات عيد الميلاد المجيد لدى الأقباط، وتستمر لمدة يومين فقط، لكنها تتميز بأمطارها الغزيرة ورياحها الغربية القوية، ما يجعلها إحدى النوات التي تترك بصمة واضحة في نهاية العام.
نوة رأس السنة.. أول نوات العام الجديد
ومع مطلع يناير من كل عام، تستقبل الإسكندرية نوة رأس السنة التي تهب عادة في اليوم الأول من الشهر، لتعلن بداية عام جديد بمطرها الغزير ورياحها الغربية الباردة. تستمر النوة يومين فقط، لكنها كثيرًا ما تكون ممطرة وتزيد من برودة الطقس في المدينة الساحلية.
