57 ألف قطعة أثرية.. المتحف المصري الكبير يقدم تاريخًا حافلًا للتراث العالمي
كشفت رئاسة مجلس الوزراء، عن أن المتحف المصري الكبير يحتوي على 57 ألف قطعة أثرية، تعبر عن عراقة الحضارة المصرية القديمة، والتي تعتبر هدية تقدمها مصر للتراث العالمي من أرض الحضارات والتاريخ، لتضيف بذلك إرثًا ثقافيًا وحضاريًا وفنيًا كبيرًا للتاريخ العالمي.
وأوضحت رئاسة مجلس الوزراء، أن القطع الأثرية في المتحف المصري الكبير تروي فصول تاريخها الممتد عبر العصور، من أقدم العصور الفرعونية إلى العصور المتأخرة، حيث تأخذنا هذه القطع الأثرية في رحلة مذهلة عبر تطور الفكر والفن والعمارة المصرية، لتجعل من المتحف أعظم موسوعة حية تخلد عبقرية المصري القديم وتُبرز إبداعه الخالد عبر آلاف السنين.
افتتاح المتحف المصري الكبير
ورفعت وزارة التنمية المحلية، درجات الاستعداد إلى القصوى من خلال تم توجيه المحافظين، لاسيما محافظ الجيزة، استعدادًا لافتتاح المتحف المصري الكبير في 1 نوفمبر المقبل، وذلك عبر تكثيف الأعمال في محيط المتحف والطرق المؤدية إليه، والتطوير الحضري وتجميل المنطقة حيث تشمل هذه الجهود تكثيف أعمال النظافة والإنارة وتنسيق الموقع العام في المناطق المحيطة بالمتحف، لإبراز الوجه الحضاري لمحافظة الجيزة كنقطة جذب سياحي عالمية.
وفي هذا الإطار، كان هناك تعاون ثلاثي بين الوزارة ومحافظة الجيزة وجهات أكاديمية لتطوير المشهد الحضري.
وتم التنسيق للاحتفالية والفعاليات اللامركزية، حيث تعمل وزارة التنمية المحلية على التنسيق المستمر مع الجهات المنظمة للاحتفالية الرسمية، وعلى رأسها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لمتابعة الفعاليات المصاحبة التي سيتم تنظيمها في عدد من محافظات الجمهورية الأخرى، مثل «الفيوم، والإسكندرية، والقاهرة، وجنوب سيناء، وأسوان»، بهدف الترويج للمقاصد السياحية المصرية المختلفة بالتزامن مع الحدث الكبير.
كما يمتد دور الوزارة إلى الجوانب البيئية، وذلك من خلال متابعة جهود المتحف لتحقيق الاستدامة والحياد الكربوني.
والتقت وزيرة التنمية المحلية بالرئيس التنفيذي لهيئة المتحف لبحث الجوانب البيئية، بما في ذلك حصر الانبعاثات الكربونية والخطوات نحو تحقيق «الحياد الكربوني» ليعكس المتحف التزام الدولة بدمج الاستدامة البيئية في صروحها الثقافية الكبرى.
مقال رئيس الوزراء
في سياق متصل، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن المتحف المصري الكبير عبارة عن هدية تقدمها مصر للعالم، حيث يمثل صرحًا حضاريًا وثقافيًا مُتكاملًا، ذات إطلالة فريدة على أهرامات الجيزة.
جاء ذلك في مقال لرئيس مجلس الوزراء على وكالة أنباء الشرق الأوسط، الذي جاء نصه على النحو التالي:
«مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر المقبل.. وبعد نحو أسبوع من الآن، ومع بُزوغ شمس يوم السبت الأول من نوفمبر 2025، تفتح مصر العظيمة ذراعيها لتستقبل زوارها من قادة وزعماء العالم وكوكبة من كبار الضيوف من بوابة المتحف المصري الكبير.. هذا الصرحُ الحضاري والثقافي المُتكامل، ذو الإطلالة الفريدة على أهرامات الجيزة، هدية مصر للعالم، الذي اختير له أن يرى النور هذا اليوم، في افتتاحٍ سيكون حدثاً خالداً جديداً، يُحفر بنقوش غائرة على مسلة أمجاد التاريخ المصري العريق.
إن القول بأن المتحف المصري الكبير هو هدية مصر للعالم، ليس من قبيل المُبالغة، إذ إن إرث الحضارة المصرية القديمة يُمثل تراثاً عالمياً، وفق محددات منظمة اليونسكو لتوصيف التراث العالمي الثقافي والطبيعي، ولعله من حُسن المصادفة، أن يتزامن نشر هذه الرسالة صباح الجمعة الموافق 24 أكتوبر 2025، مع انطلاق معرض لكنوز الحضارة الفرعونية بالعاصمة الإيطالية روما، بما يُشير بصدق إلى أن التراث إرث إنساني، وكنز عالمي، وجمهوره شعوب الأرض قاطبة.
لن يكون المتحف المصري الكبير مُجرد مقصدٍ ومزارٍ أثري يُنافس نظائره في العالم أجمع، بما ينطوي عليه من كَمٍ فريد من كنوز الحضارة المصرية القديمة، في بهوه العظيم، ودرجه المُتفرد، وقاعات عرضه المتحفي الحديثة، بل بُنيانٌ يروي قصة إرادة الدولة المصرية، حيث يحل بعد عامين من افتتاحه، اليوبيل الفضي لذكرى وضع حجر أساسه؛ ليكون بحق انتصارًا جديدًا يُضاف لسجل الجمهورية الجديدة في تذليل العقبات واستكمال الآمال وصُنع الإنجازات.
وبينما ننتظر بشغف تشريف وفود القادة والزعماء والضيوف في افتتاح المتحف المصري الكبير، نتطلع لأن تعيد مصر إدهاش العالم، بحدثٍ يُضاهي ما سبق أن قدمته بلادنا من إبهار في موكب نقل المومياوات الملكية في أبريل عام 2021، وإعادة افتتاح طريق الكباش بالأقصر في نوفمبر 2021، وإن حدث الأول من نوفمبر المقبل وإن كانت مسئولية تنظيمه تقع على جهات بعينها، إلا أن كل مواطن مصري هو عُنصرٌ في نجاحه، ليستأنس ضيوف العالم بحضارة مصر التي لن يخفت سناها.
أهلاً بضيوف مصر الكرام، على أرضها الزاخرة دوماً بالكنوز، وتحت شمسها التي يُناظر وميضها الفيروز».



