وكيل الأزهر: رسالة الأزهر حماية الشباب من التطرّف وترسيخ قيم السلام والتعايش

استقبل فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الاثنين، وفدًا من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية الدنماركي، والسِّفارة الدنماركيَّة بالقاهرة، لبحث تعزيز التعاون المشترك.
الإنسانية والتسامح
في بداية اللقاء بيَّن الدكتور محمد الضويني أن الأزهر الشريف هو مؤسسة دينية عريقة تعمل منذ أكثر من ألف عام عبر منهجٍ وسطيٍّ معتدلٍ، تحمل على عاتقها نشر قيم الأخوة الإنسانية والتسامح والحوار وقبول الآخر حول العالم، ويبذل في سبيل ذلك كل ما لديه من جهد، مؤكدًا إيمان الأزهر بأن الحوار بين الجميع قيمة ومبدأ أساسي لا تفرقة فيه بين المسلمين وغير المسلمين، مشيرًا إلى موقف الأزهر الثابت مما يحدث في غزة ودعوته المتكرِّرة لوقف العدوان على الأبرياء، ودفاعه عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره؛ إيمانًا منه بحق الشعب الفلسطيني في العيش الآمن كغيره من الشعوب.
وأضاف فضيلته أنَّ الأزهر الشريف يفتح يده للجميع، ويعمل على التَّواصل الدائم مع جميع المؤسسات الدينية والثقافية حول العالم لإحلال السلام وتعزيز الوسطية وإعلاء قيم الحوار، وقد تجسَّد ذلك عمليًّا في الكثير من الزيارات والجولات الخارجية التي قام بها شيخ الأزهر إلى جميع دول العالم، وخاصة الدول الأوروبيَّة، بجانب لقاءاته المتعددة مع البابا الراحل فرنسيس والعديد من كبار القادة الدينيين في أوروبا والعالم، وهو ما أثمر عن توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"، الَّتي تعد واحدةً من أهم الوثائق في العصر الحديث؛ لما تضمنته من دعوة لإرساء معايير جديدة للتعايش بين الشعوب، والسلام العالمي، وإنصاف الفقراء والمهمَّشين، ومناهضة خطاب الكراهية، وقد اعتمدت الأمم المتَّحدة ذكرى توقيعها يومًا عالميًّا للأخوَّة الإنسانيَّة.
وأوضح وكيل الأزهر أن للأزهر تجربة رائدة في تعزيز روح الإخاء والمواطنة داخل مصر؛ حيث أطلق بالتعاون مع الكنائس المصرية، «بيت العائلة المصرية»، الذي جمع المسلمين والمسيحيين بمختلف طوائفهم وكنائسهم، وأسهم في تعزيز الوحدة الوطنية بالمجتمع، وهو ما يجعلها تجربة ناجحة، وقد وصل عدد فروعه في أنحاء الجمهورية إلى خمسة عشر فرعًا تعمل على تعزيز روح المواطنة في ربوع مصر، مضيفًا أنَّ دور الأزهر الشريف يمتدُّ أيضًا لمجابهة الفكر المتطرف وتفنيده داخليًّا وخارجيًّا، وقد أنشأ في سبيل ذلك "مرصد الأزهر لمواجهة التطرُّف"، ليكون عين الأزهر الناظرة على العالم، وهو المسؤول عن رصد كل ما تبثُّه الجماعات المتطرِّفة حول العالم من أفكار، والرد عليها وحماية الشباب من مخاطرها.
وأشار فضيلته إلى أنَّ الأزهر معني بنشر منهجه الوسطي في العالم وقد أنشأ في سبيل ذلك أكاديميَّة الأزهر العالمية لتدريب الأئمَّة والوعاظ، وهي معنيَّة باستقبال الأئمة من جميع دول العالم لتعريفهم على وسطيَّة الإسلام ومبادئه القائمة على قبول الآخر والتسامح والحوار، مع تزويدهم بكل ما يؤهلهم لنشر المنهج الأزهري الوسطي في بلدانهم لتحصين شبابها من التطرف أو الوقوع ضحايا لأفكار الجماعات المتطرفة، كما أنَّ مجمع البحوث الإسلامية، أحد القطاعات المهمة في الأزهر، معنيٌّ كذلك بإرسال العشرات من مبعوثيه إلى دول العالم في مهام دعوية، لتوعية شعوب هذه الدول بحقيقة التسامح والتعايش في الإسلام، وأن الإسلام ينبذ العنف والتطرف بكل أشكاله.
من جانبهم عبَّر أعضاء الوفد عن تقديرهم العميق لمكانة الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر ودوره المهم في تعزيز قيم الحوار والتسامح، وسعيه الدائم للحوار والتواصل مع المؤسسات الدينية حول العالم، مؤكِّدين حرصهم على تعزيز التعاون مع الأزهر الشريف في ترسيخ قيم التعايش والحوار والاستفادة من خبرات الأزهر في مجابهة التطرف ونشر التسامح وقبول الآخر.