رئيس مجلس الشيوخ: مصر استعادت مكانتها كقوة إقليمية تمتلك القدرة وتختار الحكمة

ألقى المستشار عصام فريد، رئيس مجلس الشيوخ المنتخب، كلمة، بمناسبة انتخابه رئيسًا للمجلس، استهلها بتوجيه التهنئة للأعضاء الفائزين بعضوية المجلس، سواء بثقة الناخبين أو بتعيين من رئيس الجمهورية، معربًا عن امتنانه للأعضاء على انتخابه رئيسًا للمجلس، مُؤكدًا أنه شرف كبير ومسؤولية عظيمة يتمنى من الله أن يعينه على أدائها بما يرضيه.
وقال رئيس مجلس الشيوخ، إن مصر – شعبًا وقيادة – تدرك مكانة مجلس الشيوخ الذي تجاوز عمره القرنين باعتباره أول مجلس برلماني في إفريقيا والشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الوطن ينتظر من أعضائه مشاركة فاعلة في المجالات النيابية والسياسية، في ظل ظروف داخلية وإقليمية ودولية دقيقة.
وأضاف، أن مصر بُنيت من جديد ولا تزال تُبنى على بنية تحتية ضخمة غير مسبوقة، أسهمت في رفع تصنيفها بمؤشرات التنمية وجودة المرافق، لتصبح ضمن مصاف الدول المتقدمة، مشيرًا إلى أن الزراعة والصناعة والتجارة نهضت على هذه الأسس، وأن مبادرات الرئيس عبد الفتاح السيسي ساهمت في تحسين جودة الحياة معيشيًا وصحيًا وتعليميًا وتكنولوجيًا.
وأوضح رئيس مجلس الشيوخ، أن مصر واجهت جماعات أرادت بها الدمار والخراب، لكن الله حماها وردهم على أعقابهم، مؤكدًا أن الدولة استعادت مكانتها كقوة إقليمية عاقلة تمتلك القدرة وتختار الحكمة، حيث تم وضع خط أحمر للخطر القادم من الغرب، وحماية الحدود الجنوبية من تداعيات الحرب في السودان دون تدخل في شؤون الدولتين.
وأشار، إلى أن مصر لم تفرط في حقوقها التاريخية في مياه النيل، وآثرت السلام على القوة رغم امتلاكها إياها، ما أكسبها احترام العالم، مُضيفًا أن الموقف المصري من العدوان الإسرائيلي على غزة مثّل مثالًا على أصالة الموقف الوطني، من خلال إدانة العدوان، والتمسك بحل الدولتين، ورفض تهجير الفلسطينيين، وضمان وصول المساعدات إليهم.
وأكد فريد، أن ما تحقق من إنهاء الحرب بعد توقيع الاتفاق التاريخي في شرم الشيخ، بحضور زعماء العالم، كان تتويجًا لحكمة القيادة المصرية، وشهادة دولية على ريادتها للمنطقة دون منازع.
اختصاصات مجلس الشيوخ
وفي كلمته، استعرض رئيس المجلس اختصاصات مجلس الشيوخ التي نص عليها الدستور، مُوضحًا أنه يمثل بيت الخبرة التشريعية والفكرية للدولة المصرية، حيث تختص المادة (248) بدراسة ما يعزز دعائم الديمقراطية والمجتمع المدني، وإعلاء قيم التسامح السياسي، وتمكين المرأة والشباب، ودراسة الأثر التشريعي للقوانين التي تمس مصالح المواطنين.
كما أشار، إلى أن الدستور كلف المجلس بدعم السلام الاجتماعي ومحاربة الإرهاب، ومعالجة الظواهر الاجتماعية السلبية، وتعزيز مبدأ المواطنة، فضلًا عن دراسة ودعم المقومات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المنصوص عليها في الدستور، وتوسيع مجالات النظام الديمقراطي.
واختتم رئيس مجلس الشيوخ، كلمته، بالتأكيد على أن مهمة الأعضاء ليست يسيرة، لكنها عظيمة وتحتاج إلى عزم من أصحاب الخبرة والعلم، داعيًا الأعضاء إلى أداء مهامهم بجد وإخلاص دون محاباة أو موالاة، ابتغاء وجه الله ومصلحة الوطن، مؤكدًا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا