«الهرم الغذائي السليم».. طريقك نحو صحة أفضل ومناعة أقوى

في ظل التغيرات الصحية المتسارعة وانتشار الأمراض المزمنة وضعف المناعة حول العالم، يؤكد الدكتور بهاء الدين ناجي، استشاري التغذية العلاجية، أن التغذية السليمة لم تعد مجرد خيار، بل ضرورة حياتية لا يمكن تجاهلها.
ويشير إلى أن التجربة القاسية التي مر بها العالم خلال جائحة كوفيد كانت خير دليل على أهمية التغذية في تقوية المناعة والوقاية من الأمراض، إذ لعب ضعف الجهاز المناعي دورًا كبيرًا في تفاقم حالات كثيرة.
بحسب الدكتور ناجي، فإن الخطورة لا تكمن في كمية الطعام التي يتناولها الإنسان، بل في نوعيته وجودته.
فقد أصبح الاعتماد الكبير على الوجبات السريعة، والأطعمة المصنعة، والدهون المشبعة، والنشويات المكررة، أحد أبرز أسباب اضطراب النظام الغذائي العالمي، مما أدى إلى ارتفاع معدلات السمنة، والسكري، وأمراض القلب، وضعف المناعة بشكل عام.
ويدعو الدكتور ناجي إلى ضرورة رفع الوعي الغذائي وتصحيح العادات اليومية، والعودة إلى نظام غذائي متوازن يحقق الصحة والاستدامة في آنٍ واحد.
ويشير إلى أن مفهوم "الغذاء المستدام" لا يعني فقط تناول طعام صحي، بل يشمل أيضًا الحفاظ على الموارد الطبيعية، والاهتمام بتنوع الأطعمة، وتجنب الهدر الغذائي. ولفهم هذا النظام بشكل أوضح، يوضح الدكتور ناجي الأسس التي يقوم عليها "الهرم الغذائي السليم"، والذي يعد نموذجًا مثالياً لتوازن العناصر الغذائية:
في قاعدة الهرم، يُنصح بالحصول على 40% من السعرات اليومية من الحبوب الكاملة مثل الأرز البني، البطاطا، والبطاطس، حيث توفر هذه الأطعمة طاقة بطيئة الامتصاص وغنية بالألياف.
أما 30% من النظام الغذائي فينبغي أن يأتي من الخضروات والبقوليات، لما لها من دور كبير في تحسين الهضم وخفض الكوليسترول، بالإضافة إلى غناها بالفيتامينات والمعادن الأساسية.
ويحتل البروتين الحيواني ومنتجات الألبان نحو 25% من الهرم الغذائي، مع التشديد على أهمية تقليل اللحوم الحمراء والاعتماد بشكل أكبر على الأسماك، لما لها من فوائد صحية وقيمة غذائية عالية، وخاصة في تقليل مخاطر الكوليسترول الضار.
أما الدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون وزيت الكتان، فينبغي أن تشكل فقط 5% من إجمالي السعرات اليومية، مع استخدامها بشكل معتدل لدورها المهم في امتصاص بعض الفيتامينات الذائبة في الدهون، مثل فيتامين A وD وE وK.
في الختام، يؤكد الدكتور بهاء الدين ناجي أن العودة إلى الطعام المنزلي، وتقليل الاعتماد على "الدليفري"، وخاصة الوجبات الجاهزة المليئة بالدهون والسعرات الفارغة، هو من أهم خطوات تحسين الصحة العامة. التغذية الصحية ليست فقط أسلوب حياة، بل وسيلة فعالة للوقاية من الأمراض، وتقوية المناعة، وضمان جودة الحياة على المدى الطويل.