رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في عيد ميلاده الـ 64.. عمرو دياب مسيرة غنائية لا تشيخ

نشر
عمرو دياب
عمرو دياب

عام جديد يمر على نجم لم يَغب لحظة عن سماء الفن العربي منذ أكثر من أربعة عقود.. إنه عمرو دياب، "الهضبة" كما يلقبه محبوه، وأيقونة موسيقية أعادت تشكيل الذوق العام، ونجحت في فرض بصمتها على أغاني كل جيل منذ الثمانينيات وحتى اليوم.

بدأت رحلة عمرو دياب عام 1983، في وقت لم تكن فيه صناعة الموسيقى كما نعرفها اليوم، ورغم محدودية الإمكانيات والبدايات المتواضعة، تمكن من شق طريقه بإصرار، وتفرد، وإيمان عميق بموهبته. ولد في بيت بسيط بمدينة بورسعيد، لأسرة متدينة كان لها دور كبير في تشكيل وجدانه؛ فوالده المؤذن، ووالدته التي ورثت البيانو عن جدتها، تركا أثرًا مبكرًا في ذائقته الفنية.

منذ خطوته الأولى نحو المعهد العالي للموسيقى بالقاهرة، الذي كان يذهب إليه يوميًا قادمًا من بورسعيد، أصر على الجمع بين الموهبة والدراسة، لتبدأ بعدها مسيرته الفنية التي استمرت لأكثر من 40 عامًا، أهدى فيها الجمهور ألبومات خالدة وأغنيات أصبحت جزءًا من وجدانهم.

من "ميال" إلى "ابتدينا"

عرفتُ عمرو دياب لأول مرة من خلال ألبوم "ميال"، ومنذ ذلك الحين، صارت أغانيه خلفيةً لكثير من المشاعر والذكريات. أغانٍ مثل "نور العين"، "تملي معاك"، "علم قلبي"، "أكتر واحد بيحبك"، وغيرها، لم تكن مجرّد أغانٍ نسمعها بل كانت مرافقة دائمة للحظات الفرح، الحزن، الحب، والمراهقة.

ما يميز فن عمرو دياب أنه لا يرتبط بزمن؛ فكل أغنية لديه صالحة لكل وقت. يمكن أن تستمع إلى "يا أنا يا لاء" اليوم كما لو كانت قد صدرت بالأمس، وتشعر أنها كُتبت لأجلك تحديدًا. فاختياراته الذكية للكلمات، والتجديد المستمر في الألحان والتوزيع، وإحاطته بفريق عمل محترف، هي ما منحته هذه القدرة النادرة على البقاء في الصدارة دون أن يتراجع أو يتكرر.

عيد ميلاد عمرو دياب ليس مناسبة شخصية لفنان يحتفل بعام جديد من عمره، بل هو احتفال جماعي بذاكرة صوتية عمرها أكثر من أربعين عامًا. هو نجم عاشرناه في صبانا وشبابنا، ورافقنا حتى بلوغنا منتصف العمر. ظلّ اسمه ثابتًا في الأعلى، يختبر الزمن، ويختزل الحنين، ويصوغ حاضر الموسيقى العربية بصوت لا يُشبه أحدًا سواه.

في زمن تتغيّر فيه الأذواق بسرعة، وتتصدر فيه "الترندات" الفارغة، يبقى عمرو دياب حالة استثنائية من الثبات والعبور الآمن بين الأجيال، لا لأنه فقط "الهضبة"، بل لأنه ببساطة يعرف كيف يبقى محبوبًا.

كل سنة وأنت طيب يا عمرو

في عيد ميلاده، نقول له: كل سنة وأنت طيب يا عمرو دياب، وكل عام وأنت الصوت الذي لا يشيخ، واللحن الذي لا يُنسى. شكرًا على كل تلك الأغانٍ التي حملتنا خلالها، وشكرًا لأنك لم تكن نجمًا فقط، بل كنت رفيق درب لجيل بأكمله.

عاجل