رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الوادي الجديد تبدأ تجهيز أول مركز لإنتاج الحرير الطبيعي

نشر
الزملوط يلتقي وفد
الزملوط يلتقي وفد المحافظة عقب حصوله على دورة في الهند

أعلنت محافظة الوادي الجديد، اليوم الخميس، عودة وفدها من الهند عقب إنهاء منحة تدريبية مكثفة حول صناعة وإنتاج الحرير الطبيعي، شملت زراعة التوت، ولوجستيات حل الخيوط، وأساليب تربية دودة القز

وأوضح اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، أن الخطوة تجيء على طريق تدشين أول مركز الحرير المتكامل بالمحافظة، بما يخلق نواة محلية لإنتاج الخامة وتوطين صناعاتها.

جرى عقد اجتماع موسع مع اللجنة المعنية لاستعراض نتائج المنحة، وتبادل الخبرات التي اكتسبها الوفد داخل مراكز التدريب الهندية، مع وضع تصور عملي سريع لتجهيزات مركز الحرير.

ووجّه المحافظ بإعداد تقرير شامل بالاحتياجات الإنشائية والتقنية للأرض المخصصة للمشروع، يشمل عنابر التربية، معامل إنتاج البيض، مشاتل وشتلات زراعة التوت، منظومات تسميد وري، والماكينات اللازمة لسلسلة القيمة من اليرقة حتى خيط الحرير الطبيعي.

بروتوكول التعاون ومسار التمويل

وأكد الزملوط، أنّ التقرير الفني يُعرض فورًا على وزارتي التنمية المحلية والزراعة، استنادًا إلى بروتوكول التعاون المُوقع، بهدف حشد التمويل وتيسير إجراءات الطرح والشراء. 

وذكر الزملوطي، أنّ التنسيق الوزاري يركز على سرعة توريد مستلزمات تربية دودة القز وتوسيع نطاق زراعة التوت باعتبارها الركيزة البيئية والغذائية الأولى للمنظومة، بينما يتولى مركز الحرير تدريب الكوادر المحلية لضمان استدامة التشغيل.

لماذا الوادي الجديد؟

تملك الوادي الجديد مزايا بيئية ومساحات تسمح بإقامة نطاقات زراعية مخصصة لـ زراعة التوت على أطراف الواحات، وإعادة إحياء حرفة الحرير الطبيعي بما يخلق فرص عمل خضراء للعائلات الريفية، ويضيف موردًا ذا قيمة للصناعات الحرفية والنسج التقليدي. 

ووفق تصريحات الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، فإنه يُعوَّل على مركز الحرير في بناء سلسلة قيمة كاملة من التربية إلى الحَلّ والفتل، بما يُقلّص فاتورة الاستيراد ويصنع علامة جغرافية مميزة باسم الوادي الجديد.

وقال المرسي، إن خطة العمل والجدول المقترح كالتالي: 

•   المرحلة الأولى تجريبية: تشغيل عنابر محدودة لتربية دودة القز وتوريد بيض مُحسَّن، مع إنشاء مشتل مركزي لـ زراعة التوت يزوّد القرى بالشتلات.

•  المرحلة الثانية توسعية: مضاعفة المساحة المزروعة توتًا، وإدخال معدات حَلّ ولفّ خيوط الحرير الطبيعي داخل مركز الحرير، إلى جانب معمل جودة يراقب الرطوبة والحرارة والأمراض.

• المرحلة الثالثة تكامل صناعي: تشبيك المنتجين مع ورش النسيج والسجاد اليدوي، وتطوير خطوط منتجات تعتمد الحرير الطبيعي محليًّا، مع برامج تدريب مستمرة لأسر الواحات.

مردود اقتصادي واجتماعي

أكّد المرسي، أن تعميم زراعة التوت وربطها بتربية دودة القز داخل مركز الحرير يخلق نموذج دخل متكرر للأسر، ويرفع القيمة المضافة على المستوى المحلي، كما يعزّز حضور الوادي الجديد على خريطة الصناعات التراثية ذات الطلب المرتفع، مستفيدًا من اسم الحرير الطبيعي كمنتج فاخر يتوسع استخدامه في المنسوجات الطبية والحِرَفية.

خلفية تاريخية وسياق دولي

يُعرَّف فن إنتاج الحرير بـ"تربية الحرير" (Sericulture)، ويشمل زراعة التوت وتربية دودة القز والعمليات اللاحقة للحَلّ وصولًا إلى الخيط؛ وهو نشاط ريفي مُوَلِّد لفرص العمل ويُسهم في مكافحة الفقر وتقليل هجرة السكان من القرى للمدن، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

وتشير مراجع فاو إلى أن استئناس التوت ارتبط منذ آلاف السنين بتربية دودة القز، ما جعل وجود غطاء من أشجار التوت شرطًا بيئيًّا وإنتاجيًّا لازدهار الحرير الطبيعي.

وخلال الأسابيع الماضية، تصدّر ملف الحرير العناوين محليًّا مع توقيع بروتوكولات لإنشاء أول مركز متكامل لإنتاج الحرير الطبيعي في الوادي الجديد على مساحات تصل إلى 250 فدانًا، بقدرة مستهدفة تعادل عشرات الأطنان خلال أربع سنوات، في خطوة تهدف لتوطين الصناعة وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

كما برز التعاون المصري–الهندي عبر برامج تدريب دولية ينظمها معهد أبحاث وتدريب الحرير بمدينة ميسورو (CSRTI) والهيئات التابعة لمجلس الحرير المركزي بالهند، بمشاركة وفود تضم كوادر مصرية لاكتساب أحدث تقنيات زراعة التوت وتربية دودة القز وإدارة ما بعد الشرنقة.