رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«من العشوائيات إلى واجهة حضارية».. «تلال الفسطاط» تتحول لأكبر حديقة عامة في الشرق الأوسط

نشر
حديقة تلال الفسطاط
حديقة تلال الفسطاط

وسط القاهرة العريقة، وفي منطقة كانت بالأمس القريب تعاني من التهميش والعشوائية، تقف اليوم حدائق تلال الفسطاط شاهدة على أعظم تحولات التنمية الحضرية التي تشهدها مصر في العصر الحديث. وبين آثار التاريخ ونبض الحاضر، تكتمل لمسات مشروع طموح يعيد صياغة وجه العاصمة ويمنح المصريين متنفسًا جديدًا بمواصفات عالمية.

حديقة عملاقة تنبض بالحياة

حدائق تلال الفسطاط


من قلب حديقة تلال الفسطاط، عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء مؤتمره الصحفي الأسبوعي بشكل غير تقليدي، ليؤكد أن المشروع الضخم بلغ مراحله النهائية. وأوضح أن الحديقة، التي تمتد على أكثر من ٥٠٠ فدان، ستكون أكبر حديقة عامة في الشرق الأوسط، ومتنفسا رئيسيا لأهالي القاهرة وزوارها، مضيفا أن تصميمها راعى المزج بين الحداثة والأصالة، وبين المتعة والتراث.

منطقة كانت تعاني من العشوائية والإهمال

حدائق تلال الفسطاط


استرجع مدبولي مشهد المنطقة قبل سنوات قليلة، عندما كانت تعاني من انتشار المناطق غير الآمنة والمساكن العشوائية، ووصفها بأنها كانت تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الآدمية. وأشار إلى أنه تم نقل آلاف الأسر إلى مناطق سكنية حضارية، وتم التخلص من المخلفات التي كانت تملأ المكان، في حين كانت بحيرتا عين الصيرة والفسطاط في حالة تدهور شديد.

رؤية رئاسية لإحياء قلب القاهرة

حدائق تلال الفسطاط


أوضح رئيس الوزراء أن المشروع يأتي ضمن توجه استراتيجي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي لإحياء القاهرة القديمة، مشددا على أن بناء عاصمة إدارية جديدة لا يعني التخلي عن القاهرة التاريخية، بل العكس تماما، فقد تم استثمار أكثر من ١٠ مليارات جنيه لتطوير المنطقة، بما شمل توفير مساكن بديلة والبنية التحتية المتطورة وإنشاء مبانٍ خدمية وترفيهية حديثة.

تداخل حضاري فريد

حدائق تلال الفسطاط


لفت مدبولي إلى أن المنطقة تحيط بها رموز حضارية ودينية فريدة مثل متحف الحضارات، جامع عمرو بن العاص، الكنيسة المعلقة، المعبد اليهودي، ومجمع الأديان، ما يجعل من الحديقة بؤرة ثقافية وترفيهية متكاملة. كما حرصت الحكومة على أن تحمل المباني طابعًا مصريًا أصيلا يعكس هوية المكان.

مواكبة لافتتاح المتحف المصري الكبير

حدائق تلال الفسطاط


وأشار رئيس الوزراء إلى أن الانتهاء من المشروع يتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، في مشهد متكامل يعكس جهود الدولة لإعادة تقديم القاهرة كعاصمة للثقافة والتاريخ. وأضاف أن الدولة تعمل على تطوير عدة مناطق تاريخية أخرى مثل القاهرة الخديوية، قلعة صلاح الدين، السيدة نفيسة، الإمام الشافعي، ومساجد السلطان حسن ومحمد علي، بهدف استعادة الوجه الحضاري للقاهرة.

رسالة تنمية تحفظ التراث

حدائق تلال الفسطاط


أكد مدبولي أن مشروع حديقة تلال الفسطاط ليس مجرد تطوير عمراني، بل رسالة واضحة على قدرة الدولة على المزج بين التنمية الحديثة والحفاظ على التراث. وأوضح أن الدولة لا تكتفي ببناء مدن جديدة، بل تبذل جهدا متواصلا لإعادة الحياة إلى قلب القاهرة، عبر مشاريع نوعية تعزز من مكانتها التاريخية والثقافية.