«مصنع الرجال».. أكاديمية الشرطة تحتفل اليوم بتخريج دفعة جديدة
تشهد أكاديمية الشرطة اليوم الأربعاء مراسم تخريج دفعة جديدة من طلابها؛ حيث تمثل الأكاديمية صرحا علميا وأمنيا شامخا حمل مشعل العلم في خدمة الأمن على مر التاريخ لتبقى ملحمة وطنية ومصنعا للرجال الذين يحملون على عاتقهم حماية أمن البلاد واستقرارها.
سعت الأكاديمية إلى تطوير بنيتها التحتية والتعليمية والتدريبية بشكل غير مسبوق بهدف تخريج ضباط يمتلكون الكفاءة والمعرفة والقدرة على التعامل مع الواقع الأمني المتغير ولم تقف الأكاديمية مكتوفة الأيدي أمام تسارع وتيرة التطور التكنولوجي بل بادرت إلى تحديث منظومتها التعليمية من خلال استحداث ميادين تدريبية تعتمد على تقنيات حديثة تحاكي الواقع الميداني وتكسب الطلاب المهارات العملية اللازمة مع تعزيز الجوانب البدنية والانضباطية بما يليق بضابط شرطة قادر على مواجهة التحديات.
كما أولت الأكاديمية اهتماما كبيرا بمحتوى المناهج التعليمية عبر دمج مفاهيم حديثة في البرامج الدراسية مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وإنترنت الأشياء وغيرها من أدوات التكنولوجيا المعاصرة التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من بيئة العمل الأمني اليوم وجاء هذا التوجه في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى إعداد ضابط يمتلك المعرفة التكنولوجية وليس فقط التدريب البدني أو القانوني التقليدي.
وتنطلق الأكاديمية من قناعة بأن رجل الشرطة لا يقاس فقط بقدرته على فرض القانون بل أيضا بمدى احترامه لحقوق الإنسان وقدرته على حماية الأمن الإنساني ولذلك ركزت على إدماج مناهج متقدمة في هذا المجال وأعدت كوادر أكاديمية متخصصة لتدريس هذه المفاهيم انطلاقا من أن احترام الحقوق والحريات ليس فقط التزاما قانونيا بل هو حجر الأساس في بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
وفي هذا السياق صاغت كلية الشرطة داخل الأكاديمية خططا متكاملة لإعداد خريج يتسم بالكفاءة الشاملة وقادر على كسب ثقة المجتمع وتتمحور هذه الخطط حول تطوير العملية التعليمية من خلال تحسين أداء أعضاء هيئة التدريس وتحديث المقررات الدراسية وابتكار طرق تدريس تفاعلية بالإضافة إلى توفير الموارد التعليمية الحديثة التي تواكب المعايير العالمية.
كما تبنت الكلية نظاما دقيقا وشفافا في اختبارات القبول لاختيار أفضل العناصر من المتقدمين وفق معايير علمية وبدنية ونفسية موضوعية ويتم متابعة هذا النظام وتقييمه بشكل مستمر بما يضمن اختيار طلاب مؤهلين قادرين على التفاعل مع متطلبات الدراسة والتدريب كما تحرص الكلية على تهيئة بيئة دراسية محفزة تحترم الفروق الفردية وتوفر الإمكانيات اللازمة لصقل القدرات الذهنية والبدنية للطلاب وتشجعهم على الإبداع في مختلف المجالات في إطار من الانضباط والمسؤولية.
وفى جانب آخر تشجع الأكاديمية الضباط على استكمال دراساتهم العليا وتوفر لهم مناخا علميا لإجراء أبحاث تخدم العمل الأمني وتواكب تطوراته كما ابتعثت العديد من كوادرها للدراسة في مؤسسات دولية مرموقة بما يعزز من مستوى المعرفة الأكاديمية والتطبيقية داخل الجهاز الأمني المصري وتسعى الكلية أيضا إلى ترسيخ ثقافة التطوير المستمر داخل هيئتها التعليمية من خلال تحفيز أعضاء هيئة التدريس على مراجعة المناهج وتحديثها والاستفادة من خبرات القيادات الأمنية العاملة في الميدان بما يحقق الدمج بين النظرية والتطبيق ويعزز من قدرة الطالب على استيعاب التحديات التي سيواجهها عند التحاقه بالعمل الشرطي.
ومن خلال هذه المنظومة المتكاملة تواصل الأكاديمية جهودها لتحقيق الجودة والتميز والوصول إلى الريادة إقليميا ودوليا كجهة تعليمية وتدريبية متخصصة في العلوم الأمنية واضعة على رأس أولوياتها تخريج ضابط شرطة يتمتع بالكفاءة والانضباط والقدرة على القيادة والالتزام بالقانون والإيمان بقيم العدالة والاحترام ليكون بحق رجل أمن للجمهورية الجديدة.
