«كسوة من المدينة المنورة ومساعدة المحتاجين».. تفاصيل الوصية المؤثرة للدكتور أحمد عمر هاشم قبل وفاته

في لحظة مؤثرة غلّفها الحزن وسكنت فيها الدموع العيون، ترجل الدكتور أحمد عمر هاشم، أحد أعمدة الأزهر الشريف، وأبرز علماء الحديث في عصرنا، عن دنيانا تاركًا وراءه سيرة عطرة وذكريات لا تُنسى.
رحيل منارة العلم
رحل العالم الذي طالما أضاءت كلماته منابر العلم، وجالت كتبه في ربوع الأمة، مُلبيًا نداء ربه بعد حياة حافلة بالعطاء، كانت فيها خدمة الدين والوطن هي رسالته الأولى والأخيرة. لقد انطفأت شمعة من شمعات النور في سماء العلم، وبقي أثره شاهدًا على مسيرة ملهمة لا تُمحى من ذاكرة الأزهر ولا من قلوب محبيه.
وصية مؤثرة للدكتور أحمد عمر هاشم قبل وفاته
كشفت أسرة الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن بعض من وصاياه المؤثرة التي حرص على تنفيذها قبل وفاته، حيث أوصى بأن يُلف جسده بكسوة خاصة أهداها له أشراف المدينة المنورة، وقد كُتب عليها سورة يس، وذلك عقب خروجه من إحدى المستشفيات، كما أوصى بضرورة مساعدة المحتاجين، مؤكدًا على أهمية العمل الخيري وخدمة الناس في حياته وبعد رحيله.
صلاة الجنازة على الدكتور الراحل بالجامع الأزهر الشريف
وأُقيمت صلاة الجنازة على الدكتور الراحل ظهر اليوم بالجامع الأزهر الشريف، قبل أن يُشيع جثمانه إلى مثواه الأخير بمدافن العائلة في الساحة الهاشمية بقرية بني عامر، التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، عقب صلاة العصر، فيما يُقام العزاء مساء اليوم بالساحة الهاشمية بالقرية، ويُستكمل الخميس المقبل في مدينة القاهرة.
الدكتور أحمد عمر هاشم وُلد في 6 فبراير 1941 بمحافظة الشرقية، وتخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1961، كما حصل على الإجازة العالية في الحديث وعلومه عام 1967، ثم الماجستير عام 1969، والدكتوراه في نفس التخصص، حتى نال درجة الأستاذية عام 1983.
مناصب شغلها الدكتور أحمد عمر هاشم
خلال مسيرته العلمية شغل العديد من المناصب الأكاديمية والإدارية، من أبرزها رئاسة جامعة الأزهر عام 1995، وعضوية مجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إلى جانب عضويته في مجلسي الشعب والشورى، كما ترك إرثًا علميًا كبيرًا في مجال السنة النبوية وعلوم الحديث، من خلال مؤلفاته وتحقيقاته العلمية، ومشاركاته في المؤتمرات الإسلامية والدولية، وبحوثه المنشورة في المجلات العلمية المحكمة.
اختير الدكتور أحمد عمر هاشم عضوًا في هيئة كبار العلماء في تشكيلها الأول بعد عودتها عام 2012، وكان صوتًا علميًا مؤثرًا ومحبوبًا لدى قطاعات واسعة من المجتمع، لما اتسمت به آراؤه من الحكمة والوسطية.