رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى رحيله.. طلعت زكريا الضحكة التي قاومت الوجع ورحلت في صمت

نشر
طلعت زكريا
طلعت زكريا

تمر اليوم ذكرى رحيل الفنان طلعت زكريا، أحد أبرز نجوم الكوميديا في الدراما والسينما المصرية، والذي ترك بصمة لا تُنسى في قلوب الجمهور رغم رحلته القاسية مع المرض. 

تميز طلعت زكريا بخفة ظله الفطرية التي جعلته محبوبًا من مختلف الأعمار، لكنه كان يحمل خلف هذه الابتسامة وجها حزينًا عايش الألم طويلًا دون أن يتخلّى عن حسه الكوميدي.

بدأ طلعت زكريا مشواره الفني من بوابة المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم تمثيل وإخراج، والذي تخرج فيه عام 1984. كانت بدايته الحقيقية من المسرح، حيث التحق بفرقة الإسكندرية المسرحية وقصر ثقافة الحرية، وقدّم من خلالهما العديد من العروض المسرحية التي أكسبته خبرة كبيرة وشهرة محلية مبكرة. أول أعماله السينمائية كانت من خلال فيلم "حادي بادي" عام 1984، الذي شارك في بطولته كل من سمير غانم ودلال عبد العزيز ونورا، وكان ذلك نقطة انطلاقه إلى عالم السينما والتليفزيون.

قدم طلعت زكريا خلال مسيرته الفنية أكثر من 172 عملًا متنوعًا ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، وكان له أسلوبه المميز الذي جمع بين الكوميديا الشعبية والإنسانية، وشارك في أفلام حققت نجاحًا كبيرًا مثل "جاءنا البيان التالي"، و"أبو علي"، و"حريم كريم"، و"سيد العاطفي"، و"حاحا وتفاحة"، لكن يبقى فيلم "طباخ الريس" هو الأشهر في تاريخه، حيث قدّم فيه دور الطباخ الذي يتحول إلى نافذة لرئيس الجمهورية ليرى من خلالها هموم الشعب، وهو الدور الذي جعله نجمًا جماهيريًا من الطراز الأول.

على الصعيد الشخصي، تزوج طلعت زكريا مرتين، الأولى من سيدة تُدعى صباح، وهي والدة أبنائه عمر وإيمي، والثانية من السيدة شيرين المنزلاوي، والدة الفنانة هنا الزاهد التي ربطته بها علاقة قوية وتبنّاها فنيًا وكان بمثابة الأب والداعم الأول لها في مشوارها الفني.

رحل طلعت زكريا عن عالمنا في 8 أكتوبر 2019، داخل أحد مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر، بعد إصابته بالتهاب حاد في الرئة، وذلك عقب صراع طويل مع المرض بدأ منذ عام 2007 عندما تعرض لأزمة صحية أدخلته في غيبوبة تامة استمرت أكثر من شهرين، لكنه تعافى لاحقًا وعاد ليواصل فنه رغم كل المتاعب.

كان آخر أعماله السينمائية هو فيلم "حليمو أسطورة الشواطئ"، والذي عُرض في دور السينما في ديسمبر 2017، وشاركه بطولته كل من دينا، وريم البارودي، وأمينة، ونرمين ماهر، وبيومي فؤاد، وأخرجه محمد سعيد. ورغم أن هذا الفيلم لم يحقق النجاح الجماهيري المنتظر، إلا أنه يبقى علامة ختامية في مسيرة فنان أخلص لفنه حتى آخر لحظة من حياته.

 

عاجل