كيف ضلل أشرف مروان إسرائيل قبل حرب أكتوبر.. اللواء محمود طلحة يكشف التفاصيل

أكد اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، أن أي ضابط مخابرات يمتلك كفاءة متوسطة كان بإمكانه تقديم خطة الهجوم المصري لإسرائيل بحكم الجغرافيا وتوزيع القوة، إلا أن ما فعله أشرف مروان تجاوز ذلك بكثير، حيث تمكن من خداع الإسرائيليين بشكل كامل، بما فيهم كبار القادة وصناع القرار وعلى رأسهم موشي ديان.

وخلال لقائه في حلقة خاصة مع الإعلامي أحمد موسى، في برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة صدى البلد، أوضح اللواء محمود طلحة أن ضابط المخابرات المحترف دائمًا ما يقدّر مجموعة من الاحتمالات ويعرضها على القائد، مشيرًا إلى أن أي جهاز مخابرات في العالم يتجنب الدخول في مواجهات مباشرة ويحرص على تفادي المشاكل.

وأشار إلى أن الخداع الاستراتيجي الذي مارسه أشرف مروان أوقع إسرائيل بكامل مؤسساتها الأمنية والسياسية في الفخ، حيث نال مروان ثقة تامة من القيادات الإسرائيلية لدرجة وصفه من قِبل مؤرخين عبريين بأنه كان محل اعتماد ومصدر معلومات يُعتد به داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

وأضاف اللواء محمود طلحة أن مروان قام بإبلاغ إسرائيل قبل اندلاع حرب أكتوبر بحوالي أربعة أو خمسة أسابيع بأن الرئيس أنور السادات يفكر في شن حرب، ثم عاد لاحقًا ليخبرهم أن السادات تراجع عن الفكرة، وهو ما عزز قناعة الإسرائيليين بعدم جدية مصر في الحرب، لكنه فعل ما هو أكثر من ذلك.

وأوضح أن هذا البلاغ من أشرف مروان لم يكن كافيًا بمفرده لخداع إسرائيل، لذا جرى دعمه بنشاطات ظاهرية توحي بصدق ما أبلغه لهم، مثل عقد الرئيس السادات اجتماعات متكررة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتسريب بعض المعلومات في الصحف الأجنبية، وطرد المستشارين السوفيت الذين كان يعتقد الإسرائيليون أنهم يقودون خطة الحرب، في حين أن دورهم الحقيقي اقتصر على التدريب والتسليح.

وأكد اللواء طلحة أن كل هذه التحركات شكلت غطاءً مثالياً للمعلومة التي قدمها مروان، ما جعل إسرائيل تطمئن تمامًا إلى أن مصر ليست بصدد الدخول في حرب، وهو ما جعل ضربة أكتوبر في ظهر يوم السادس من أكتوبر 1973 مفاجئة كاملة على جميع المستويات.