«تقدّموا».. إصدار جديد يخلد صوت سميح القاسم في وجه الإبادة ويكرس روح المقاومة

صدر عن مؤسسة سميح القاسم في الجليل الفلسطيني كتاب جديد بعنوان "تقدّموا - وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم"، يضم مختارات من شعر الشاعر الراحل سميح القاسم الذي يعد من أبرز رموز أدب المقاومة في فلسطين والعالم العربي. 

الإصدار الجديد يضم سبعين قصيدة تمتد من ديوانه الأول "مواكب الشمس" الصادر عام 1958 وحتى آخر أعماله التي كتبها في عام 2014، وتشكل هذه المختارات بانوراما شعرية تعكس اتساع وتنوع تجربة القاسم بين قضايا الوطن والحب والتمرد والإنسانية، وتُبرز تطوره الفني والفكري عبر أكثر من خمسين عاما من الإبداع المستمر.

تضمن الكتاب مقدمة تحليلية كتبها الكاتب الفلسطيني رجا زعاترة تحت عنوان "شاعر استثنائي ينبت سوسنة في الصخر"، تناول فيها الدور الرمزي لسميح القاسم باعتباره صوتا شعريا حرّا في مواجهة محاولات الإبادة والقمع، مشددا على أن القاسم لم يكن مجرد شاعر بل رمز ثقافي للمقاومة والعنفوان الفلسطيني.

 كما تضمّن الإصدار دراسات نقدية من بينها دراسة للدكتور نبيه القاسم تتناول تطور الشكل والمضمون في شعره، بينما تولى الفنان المصري أحمد اللباد تصميم غلاف الكتاب، ما أضفى على الإصدار طابعا بصريا نابضا بقوة الرسالة.

وصرّح وطن القاسم، نجل الشاعر، بأن إطلاق المختارات من القاهرة له دلالة عميقة تتجاوز الجغرافيا، إذ كانت مصر بمثابة مرساة وجدانية وروحية لوالده، واحتلت مكانة خاصة في وجدانه لما تمثله من عمق ثقافي وحاضنة نضالية للقضية الفلسطينية. 

وأضاف أن هذه المختارات ليست فقط توثيقا لأعمال والده بل مانيفستو أدبي يحمل نداء الحرية في زمن تتعالى فيه أصوات القمع والإبادة، مشيرا إلى أن شعر سميح القاسم ما زال يحتفظ بقدرته على إلهام الأجيال وتغذية الروح الثورية لدى الشعوب التواقة للكرامة والتحرر.

سميح القاسم الذي رحل عام 2014 نال العديد من الجوائز والتكريمات من بينها وسام القدس وجائزة نجيب محفوظ وجائزة ياسر عرفات للإنجاز، وظلّ على مدار مسيرته يوصف بألقاب تعكس مكانته مثل "هاملت فلسطين" و"قيثارة الوطن" و"شاعر الغضب الثوري"، وقد عرف عنه قدرته على تحويل الألم الفلسطيني إلى نشيد إنساني خالد لا يكلّ ولا يملّ من المطالبة بالعدالة والحرية.