خبير: المتاحف الحديثة تدعم الهوية والتغيير المجتمعي

أكد د- هيثم عيد، الأكاديمي المصري الأمريكي البارز في مجال دراسات المتاحف، أن المتحف الحديث لم يعد مجرد مكان لعرض الآثار، بل أصبح أداة فاعلة للتأثير الإيجابي على المجتمع ودعم الهوية الوطنية، وخاصة بين الأجيال الشابة.
جاء ذلك خلال لقاء نظّمته السفارة الأمريكية بالقاهرة، على هامش زيارة د-عيد للقاهرة، وشدّد عيد خلال هذا اللقاء على أن الاهتمام الأمريكي بالمتحف المصري الكبير يعكس تقديرًا عالميًا للمشروع باعتباره علامة فارقة في تاريخ المتاحف باستخدامه أحدث الأساليب والتقنيات.
وأوضح أن قطاع المتاحف في مصر يتميز بثراء استثنائي، لكنه يحتاج إلى برنامج متكامل للترويج عالميًا بما يُظهر حجم العمل المتحفي الكبير في مصر.
وأشار إلى أن التكنولوجيا الحديثة تلعب دورًا محوريًا في تطوير هذا القطاع، إلا أن استخدامها يجب أن يكون مسؤولًا وداعمًا للتجربة الواقعية في مشاهدة الأثر.
ونوّه بأن المتاحف ليست فقط للسائحين، بل للمصريين أنفسهم كجسر للتواصل مع تاريخهم، مؤكدًا أن المتحف المصري الكبير مؤسّسة ثقافية ضخمة تساهم في تأصيل الروح الوطنية والانتماء، إلى جانب دوره المهم في دعم الأطفال والشباب من خلال أنشطة ثقافية وتعليمية.
وعرض عيد خلال اللقاء جانبًا من خبرته الدولية الممتدة عبر ثلاث قارات، حيث يشغل منصب أستاذ ومدير برنامج الماجستير في دراسات المتاحف بجامعة ساوثرن في نيو أورلينز بالولايات المتحدة. وتتركز أبحاثه على دور المتاحف كعوامل للتغيير الاجتماعي.
كما ألّف وشارك في تحرير عدة كتب بارزة في هذا المجال، من بينها "ابتكار المتاحف: بناء متاحف أكثر إنصافًا وارتباطًا وتأثيرًا" و"ابتكار المتاحف وريادة الأعمال الاجتماعية".
وأشار عيد إلى أن الفارق الجوهري بين التجربة المصرية والأمريكية في إدارة المتاحف يكمن في الطبيعة المؤسسية، حيث تخضع المتاحف في مصر لإشراف حكومي مباشر، بينما تدار في الولايات المتحدة بمعظمها منظمات خاصة غير هادفة للربح، وهو ما يمنحها مساحة أكبر للابتكار والتحرر من البيروقراطية.
واختتم د. عيد حديثه بالتأكيد على أن رحلته المهنية التي بدأت من دراسة الآثار والترميم بجامعة القاهرة وصولًا إلى مناصب أكاديمية دولية مرموقة، تعكس مسارًا صعبًا تخللته تحديات وتجارب، لكنها تُبرز أهمية المثابرة ودور المتاحف في تشكيل الهوية والانتماء للأجيال الجديدة.