رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

سفير ألمانيا: مصر تقوم بدور مسؤول وذكي في المنطقة.. وندعم حل الدولتين

نشر
مستقبل وطن نيوز

أكد سفير ألمانيا بالقاهرة يورجن شولتس أن مصر تلعب دوراً محورياً في المنطقة، واصفاً تحركاتها بأنها "مسؤولة وذكية"، خاصة في ما يتعلق بالجهود الرامية لوقف إطلاق النار في غزة، والتنسيق مع الولايات المتحدة وقطر لتحقيق المصالحة الفلسطينية وضمان وصول المساعدات الإنسانية. وأشاد بمبادرة مصر لإعادة إعمار القطاع التي حظيت بدعم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وفيما يخص العلاقات الثنائية، أوضح شولتس أن التعاون بين مصر وألمانيا يشهد زخماً متزايداً، مشيراً إلى افتتاح المدرسة المصرية–الألمانية الأولى ضمن اتفاق لإنشاء ١٠٠ مدرسة على الطراز الألماني. وأضاف أن الاستثمار في التعليم يحظى بأولوية كبرى، إلى جانب التعاون في التعليم الفني من خلال برامج بدأت منذ سنوات  مثل "مبارك–كول" التي تُعِد الشباب لسوق العمل.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته سفارة المانيا بالقاهرة صباح اليوم بحضور أعضاء السفارة الألمانية في مصر.

وأشار السفير  الألماني خلال هذا اللقاء أيضًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ نحو ٥ مليارات يورو، مع اهتمام متزايد من الشركات الألمانية بالاستثمار في مصر لما تملكه من آفاق واسعة. وأكد أن الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة في مصر  انعكست على استقرار الأوضاع مقارنة بما كانت عليه قبل ثلاث سنوات، معتبراً أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح، لكنه شدد على ضرورة تعزيز دور القطاع الخاص وتسريع وتيرة التنفيذ.

وفي مجال الطاقة، كشف شولتس عن تعاون مكثف مع مصر في مشروعات التحول الأخضر، مثل إنشاء مزارع الرياح في السويس التي توفر الكهرباء لمليوني منزل، فضلاً عن خطط لاستيراد الهيدروجين الأخضر من مصر، إضافة إلى اتفاقيات مبادلة الديون لدعم التنمية المستدامة. كما أبدى تطلع بلاده لافتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكداً أن ألمانيا ستمثل فيه على مستوى رفيع.

وعن القضية الفلسطينية، أوضح شولتس أن لألمانيا علاقات خاصة مع إسرائيل ودوراً مهماً في أمنها، إلا أن ذلك لا يمنعها من توجيه انتقادات للحكومة الإسرائيلية. وقال إن وزير الخارجية الألماني وصف الأوضاع في غزة بأنها "كابوس إنساني"، مؤكداً دعم بلاده لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وفي الوقت نفسه التعبير عن القلق إزاء معاناة الفلسطينيين.

وأشار السفير إلى أن ألمانيا تدعم الشعب الفلسطيني ليس فقط بالتصريحات، وإنما من خلال المساعدات المالية، حيث قدمت منذ عام ٢٠٢٣ ما يقرب من ٣٠٠ مليون يورو كمساعدات إنسانية لغزة والسلطة الفلسطينية، سواء ثنائياً أو عبر الاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى زيارته لمطار العريش لاستقبال طائرات المساعدات الألمانية. وجدد التأكيد على أن الهدف يظل التوصل إلى حل الدولتين، معتبراً أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يأتي في نهاية المفاوضات لتحديد ملامحها النهائية.
كما اكد السفير الألماني علي رفض بلاده  القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني ،وذلك  ليس خوفا من الهجرة غير الشرعية وانما لاننا نرفض ذلك من حيث المبدأ.

وفي ما يتعلق بإيران، شدد شولتس على أن ألمانيا ترى ضرورة تحقيق السلام في المنطقة، مذكّراً بأن برلين قدمت عروضاً متكررة للعودة إلى مائدة المفاوضات، لكن طهران استجابت متأخراً بعد تفعيل العقوبات. وأكد أن بلاده ما زالت تمد يدها لاستئناف الحوار.

واختتم السفير الألماني حديثه بالإشارة إلى أن العلاقات المصرية–الألمانية تتميز بكثافة الزيارات رفيعة المستوى، سواءً من جانب الرئيس الألماني أو رؤساء وزراء الولايات الألمانية ووزراء الحكومة، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستركز على تعزيز التعاون في التعليم والعلوم، والطاقة، والثقافة، بما يعكس عمق الشراكة بين البلدين.

عاجل