في عيد ميلاده.. كيف صنع علاء ولي الدين مجده الفني في سنوات قليلة؟

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل علاء ولي الدين، أحد أبرز رموز الكوميديا في السينما والمسرح المصري، والذي رغم رحيله قبل أكثر من 20 عامًا، لا تزال أعماله الفنية حاضرة في وجدان الجمهور العربي، ويُعرف بلقب "ناظر الكوميديا"، لما تركه من بصمة مميزة وأسلوب خاص في الكوميديا.
ولد علاء ولي الدين في 28 سبتمبر عام 1963، وقدم خلال مشواره الفني القصير عددًا من الأعمال الناجحة التي صنعت له جماهيرية كبيرة، من أبرزها أفلام "الناظر"، "عبود على الحدود"، و"ابن عز"، إلى جانب مشاركته في عدد من المسرحيات والمسلسلات.
ورغم قصر مشواره الفني، إلا أن حضوره ظل طاغيًا، إذ ما زالت أعماله تُعرض باستمرار على شاشات التلفزيون، وتحظى بمتابعة كبيرة من مختلف الأجيال.
وكانت مسرحية "لما بابا ينام" آخر أعماله على خشبة المسرح، حيث كان يشارك في بطولتها إلى جانب يسرا، حسن حسني، هشام سليم، وأشرف عبد الباقي، وهي من تأليف أحمد عوض، وإخراج خالد جلال، وقد توفي علاء ولي الدين أثناء عرض المسرحية، في 11 فبراير 2003، إثر أزمة صحية مفاجئة عن عمر يناهز 39 عامًا.
وكان الفنان الراحل يستعد وقتها لبطولة فيلم جديد بعنوان "عربي تعريفة"، بمشاركة شريف منير، خيرية أحمد، وحنان ترك، من تأليف حازم الحديدي وعمرو عرفة، إلا أن وفاته المفاجئة حالت دون استكمال العمل، ليظل مصيره مجهولاً حتى اليوم.
لم تكن رحلة علاء ولي الدين الفنية سهلة، فقد واجه العديد من الصعوبات منذ بداياته، خاصة في اختبارات معهد الفنون المسرحية، حيث رُفض في البداية أكثر من مرة، مما أثر سلبًا على حالته النفسية، إلا أنه أصر على تحقيق حلمه، واستطاع لاحقًا أن يثبت موهبته على الساحة الفنية.
ومن أبرز المحطات المؤثرة في حياة الفنان الراحل، كانت وفاة والده المفاجئة، قبل أن يبلغ سن الخامسة عشرة، وهو ما ترك أثرًا بالغًا في نفسه، ودفعه لتحمل مسؤولية أسرته في سن صغيرة.
وفي كتاب "في بيوت الحبايب" للكاتبة زينب عبد اللاه، يروي شقيقه معتز ولي الدين تفاصيل تلك المرحلة قائلًا: "علاء كان عمره 14 سنة لما توفي والدنا بشكل مفاجئ بسبب مرض السكري، وكان الوالد في إحدى المناسبات وشعر بتعب شديد، فنُقل إلى المستشفى وتوفي هناك، ولم يعد إلى المنزل، كان عمر والدي وقتها 48 عامًا، ووالدتي كانت تبلغ من العمر 38 عامًا، وعلاء تولّى المسؤولية منذ تلك اللحظة".
وأضاف: "كنت في التاسعة من عمري، وكان خالد 11 سنة، وعلاء أصبح الأب والأخ، وقرر أن يعمل وهو في السادسة عشرة ليساعد والدتنا، فاشتغل في مطاعم وأماكن أمن بأوتيلات، وتحمل عبء إعالة الأسرة رغم صغر سنه".
رحل علاء ولي الدين، لكن بقيت أعماله وإفيهاته وحضوره الكوميدي محفورًا في الذاكرة. وقد ألهمت قصته العديد من الفنانين الشباب، حيث يُعد نموذجًا للفنان المكافح الذي استطاع أن يشق طريقه رغم التحديات، ويترك أثرًا لا يُمحى في تاريخ الفن المصري.
وفي كل عام، تعود ذكراه لتؤكد أن النجومية لا تُقاس بالسنوات، بل بالأثر، وأن علاء ولي الدين كان نجمًا من طراز خاص، لا يزال يعيش في قلوب الملايين.